أميركا المستبدة.. ديمقراطية الموت

يبدو ترامب أكثر الرؤساء الأميركيين قدرة على الظهور من دون مساحيق تجميل، فقد تخلى عن أدوات التجميل كلها دون خوف أو مواربة أو خجل من أحد وكأنه يقول بصوت عال مدجج بكل ما تملكه واشنطن من سطوة السلاح والمال والإعلام: هذه صورتنا الحقيقية وعلى العالم قبولها، والعمل على تنفيذها، بل وإبداء الرغبة الكاملة للسير فيما (نومي به) ليس طلباً إنما بالإشارات والمومى.

ترامب الذي ينسل من عالم المال والاستثمار وأكل اليابس والأخضر كما نقول يجسد فلسفة أميركية قامت ونشأت عليها أميركا، وهي سر بقائها هكذا: القوي يأكل الضعيف والمال سيد الموقف وكل غاية تبرر الوسيلة، لهذا هو متصالح مع نفسه ليس من باب الرضى العملي وراحة البال، لا إنما لأنه فعلا يجسد هذه الفلسفة التي ترى العالم مجرد بقعة جغرافية لخدمتها والأمر ليس إلا مسألة وقت لاستهلاكه كله.

وما يصدر عن الكونغرس الأميركي من قوانين مستبدة، ظالمة قسرية يدل على هذا، فهل يعقل أن يعمل أي مصدر تشريعي في العالم على فرض ما يصدره على العالم كله؟

للشعوب كرامتها وسيادتها التي لا تتخلى عنها، قد يمضي البعض في ركب الحماقات الأميركية بسبب الخوف أو التبعية وغيرهما من العوامل، لكن ذلك لا يعني أن الجميع سيكونون طوع ما يريده العم سام الذي لا يرى إلا لغة السلاح أداة لتنفيذ مصالحه، حتى ديمقراطيته التي يتغنى بها- وهي الكذبة الكبرى- تتكشف آخر خيوط سترها وتتمزق جهات متطرفة كثيرة تعلن أنها ستكون موجودة بقوة السلاح أثناء سير الانتخابات الأميركية، فيما يبدو المشهد قابلاً للتصعيد ولا أحد يدري إلى أين يمكن أن يصل الأمر، بقوة السلاح يريد ترامب أن تكون الانتخابات ومن ثم يتبجح إنها الديمقراطية، أميركا المستبدة حتى على نفسها ليست بعيدة كثيراً عن شفير الهاوية.

من نبض الحدث-بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق