أسعار المحروقات ومنعكساتها

 

 

بصراحة كنت أنوي أن يكون موضوع زاوية اليوم ما شهده المؤتمر الاعلامي -الذي أقامته الغرفة الفتية الدولية الأسبوع الماضي في طرطوس برعاية وزارة الإعلام- من أفكار وطروحات وحوارات مميزة بين جيل قديم من الإعلاميين يمتلك الخبرة والمعرفة وجيل جديد من الإعلاميين الشباب يمتلك الحماس والطموح لواقع أفضل لدور الإعلام في مجال الاستجابة الإنسانية ودعم بناء ومستقبل سورية.. الخ، لكن القرارات التي صدرت أمس وقضت برفع أسعار المازوت الصناعي والتجاري وبنزين الأوكتان ٩٥ ومن ثم أسعار البنزين المدعوم وغير المدعوم بنسب وصلت لمئة بالمئة في بعضها ولأكثر من مئتين بالمئة في البعض الآخر جعلتني أغير النية والموضوع لأتوقف عند المنعكسات السلبية المتوقعة لهذا الرفع غير المقبول..

حقيقة لقد شكلت الأسعار الجديدة صدمة كبيرة للناس بشكل عام وللعاملين في الدولة من ذوي الدخل المحدود والضعيف جداً بشكل خاص، والصدمة تعود لثلاثة أسباب رئيسية، الأول أن وزير النفط طمأن المواطنين وأكد بشكل قاطع على القناة السورية منتصف أيلول الماضي أنه لن يكون هناك أي رفع لأسعار المحروقات متهماً الفيسبوكيين بنشر هذه التوقعات من أجل البلبلة، والثاني أن معظم أبناء الشعب يعيشون أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة وأزمات متلاحقة لأسباب مختلفة لا داعي للتفصيل فيها، ما يعني أن أوضاعهم سوف تزداد سوءا بعد هذه الزيادات، والثالث أن هذا القرار سينعكس بشكل كبير على الإنتاج الوطني في الوقت الذي تطالب فيه الحكومة كافة الجهات العامة والخاصة بزيادة هذا الإنتاج لمواجهة قانون قيصر والعقوبات الجائرة المفروضة على بلدنا.

وإضافة لما تقدم وبغض النظر عن المبررات والأسباب التي اعتمدت عليها الحكومة في إصدار قرار رفع أسعار المحروقات أو تعديلها فإن منعكساته السلبية ستكون كبيرة على أجور النقل العام والخاص وعلى تأمين مستلزمات الإنتاج الوطني بكل أشكاله وعلى عمليات التلاعب والفساد التي ستنشط بسبب الفوارق السعرية بين المادة المدعومة وغير المدعومة وعلى كافة أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية وبالمحصلة على المواطن المستهلك الذي يئنّ تحت وطأة الأسعار الحالية فكيف بالقادمة؟

على أي حال منحة اليوم للعاملين في الدولة ستخفف من حدة هذه الزيادة عليهم، ليبقى من الواجب على الحكومة البحث عن حلول مناسبة واستراتيجية تحقق التوازن بين الدخول والأسعار، وتحسن الوضع المعيشي للشعب وتمنع أسباب الخلل والفساد وتوفر البيئة المطلوبة لزيادة الإنتاج الوطني بشقيه الزراعي والصناعي قبل فوات الأوان.

على الملأ – هيثم يحيى محمد

آخر الأخبار
الوقوف على واقع الخدمات في بلدة كويّا بدرعا التربية: الانتهاء من ترميم 448 مدرسة و320 قيد الترميم قبيل لقائه ترامب.. زيلينسكي يدعو لعدم مكافأة بوتين على غزوه بلاده مخاتير دمشق.. صلاحيات محدودة ومسؤوليات كبيرة حالات للبعض يمثلون نموذجاً للترهل وأحياناً للفساد الصري... أكثر من 95 بالمئة منها أغلقت في حلب.. مجدداً مطالبات لإنقاذ صناعة الأحذية سوريا والسعودية توقعان اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار الأمم المتحدة: 780 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم منذ سقوط النظام المخلوع فضل عبد الغني: مبدأ تقرير المصير بين الحق القانوني والقيود الدولية لصون سيادة الدول الولايات المتحدة تراقب السفن الصينية قرب ألاسكا إعلان دمج جامعة حلب الحرة مع جامعة حلب الأم.. خطوة لترسيخ وحدة التعليم العالي امتحانات تعويضية لإنصاف طلاب الانتقالي الأساسي والثانوي ساعتا وصل مقابل أربع ساعات قطع بكل المحافظات وزير الطاقة: الغاز الأذربيجاني يرفع إنتاج الكهرباء ويحس... صيف السوريين اللاهب.. قلة وصل بالكهرباء.. والماء ندرة في زمن العطش الخارجية السورية: المفاوضات مع "قسد" مستمرة في الداخل واجتماعات باريس ملغاة 40 ألف طن إنتاج درعا من البطيخ الأحمر خاصة الخضار الموسمية.. ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية بحلب عصام غريواتي: استئناف خدمات غوغل الإعلانية بمثابة إعادة اندماج تحديد إلزامية إبراز الثمن الفعلي في عقود البيع العقاري في سوق العطش.. للتجار كلمة الفصل تضاعف أسعار خزانات المياه حاكم "المركزي ": قطر شريك أساسي وداعم فاعل للسوريين وللاقتصاد الوطني