الثورة أون لاين- عبد الحميد غانم:
سجلت ايران انتصارا كبيرا على السياسة الامريكية وإنجازا جديدا على صعيد نجاح سياستها الدولية وحضورها العالمي وتطورا مهما في المسار السلمي للمنطقة، اذ أعلنت الأمم المتحدة انتهاء حظر الأسلحة الذي يمنع إيران من شراء الأسلحة على الرغم من الضغوط الأمريكية لتمديد الحظر، إلا أن قرار المنظمة الدولية شكل صفعة كبيرة للإدارة الأمريكية التي حاولت تمديده.
وقد رحبت إيران بانتهاء حظر الأسلحة الذي فرض بضغط غربي وأمريكي- بسبب البرنامج النووي الإيراني- عليها الأمم المتحدة منذ سنوات.
وعلى الرغم من أن القرار يجيز لها شراء الأسلحة إلا أن إيران أكدت مجددا على سلمية مواقفها وسياساتها في المنطقة والعالم وعدم الدخول في سباق تسلح مع أحد..
وقد جدد وزير الخارجية الإيراني رفض بلاده الدخول في سباق تسلح في المنطقة. وقال في كلمة أمام الاجتماع الافتراضي للأمم المتحدة حول أمن الخليج إنه “على الرغم من انتهاء الحظر التسليحي على إيران فإن لا خطط لديها لشراء أسلحة على نطاق واسع ولا نية لها لإحداث سباق تسلح في المنطقة”.
في حين يلاحظ أن مبيعات الأسلحة الكبيرة في العالم تصدر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية إلى دول المنطقة وهي مستمرة، وتتصاعد الى مناطق النزاع في العالم. ففي الفترة من 2014 إلى 2018 كانت ربع مبيعات الأسلحة بالعالم تعود إلى دول المنطقة. ولا نشهد تحركا دوليا للإشارة إلى خطره على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
كما أن الخطر التسليحي للكيان الصهيوني وامتلاكه أسلحة دمار شامل واسلحة نووية يهدد أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، مما يدعو المجتمع الدولي ومنظماته للوقوف عند مخاطرها والسعي لوقفها والحد منها، لإنقاذ المنطقة والعالم عموما من تاثيراتها المدمرة على المنطقة والعالم.
لقد كان تعاطي إيران تجاه انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وخفض تعهداتها حيال الاتفاق مدروسا للغاية فأثمر عن نتائج إيجابية لدرجة أنه لم يتمكن أي طرف من توجيه انتقاد لطهران حيث قامت في هذا الصدد بتقليص تعهداتها النووية على عدة مراحل كما أمهلت الجانب الآخر وتحلت بالصبر.
وهذه الحكمة في السياسة الإيرانية كان له الأثر الكبير في الوصول إلى هذه النتائج التي دفعت حلفاء أمريكا من الأوروبيين إلى عدم الخضوع للضغوط الأمريكية بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني وبالنسبة لتمديد الحظر التسليحي على ايران، ما يشكل انتصارا جديدا على أمريكا وهزيمة لمخططاتها العدوانية في المنطقة وصفعة سياساتها وسياسات الكيان الصهيوني لتعطيل البرنامج النووي الإيراني السلمي.