ربما يظن الكثيرون أن الهرولة التي تبدو واضحة للعيان ..هرولة بعض الأنظمة العربية للاصطفاف في ركب التطبيع ستشكل منعطفاً في صراع الوجود الذي يخوضه شرفاء الأمة ضد مشروع الهيمنة الأميركية والصهيونية على المنطقة وسرقة مقدراتها ..
لاشك أن ثمة تأثيراً سلبياً لا ننكره لكننا نعرف أنها هرولة تابعين مهزومين تدعمهم آلة ضخ إعلامي كبيرة ..لكن الواقع وحقائق التاريخ غير ذلك قد يحقق الكيان الصهيوني اختراقاً بمكان ما ..ولكن ليس باستطاعته أبداً اقتلاع جذور الأمة المقاومة وقدرتها على التجذر والتلاحم.
واذا كانت بعض ملامح ما يجري تغري الكيان الصهيوني للظهور بمظهر من حقق بعضاً من استراتجيته العدوانية فثمة وقائع أخرى هي الحقيقة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها ألا وهي أن كل ما يراه الكيان الصهيوني ليس طفحاً وقيحاً مرضياً لن يدوم إلا بمقدار التبعية للغرب وواشنطن والانغماس في خدمة المخطط القائم على رؤية المنطقة العربية مكمنا للثروات الطبيعية التي يجب أن تصب في البنوك الغربية ..
وقد كان ترامب صريحاً حد الوقاحة حين قال إن على دول الخليج أن تدفع ثمن ما تقدمه واشنطن من حماية لها وكانت الصفقات الكبرى التي تكدست ملياراتها في البنوك الأميركية..
وما تتناقله الأخبار من أن بعض الأنظمة الخليجية سوف تدفع ما قرره ترامب من مبالغ باهظة على الخرطوم مقابل أن يتم شطبه من قائمة الإرهاب.. استثمار بكل شيء وتوظيفه لخدمة الكيان الصهيوني
طريق الهرولة سيفضي دون شك إلى دفع هذه الأنظمة ثمناً باهظاً بعد أن يتم استهلاكها إلى آخر قطرة من نفط أو مال أو ما يمكن أن تدفعه..
والثمن سيكون مضاعفاً ولن تغفر لها شعوبها وغداً سيشهد التاريخ على ذلك.
البقعة الساخنة .. ديب علي حسن …