الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
الناقل الصادق للأحاسيس والانفعالات عن طريق نقله الصوت الذي يعبر بالكلمات عن كل ما يراد إيصاله إلى الآخرين .
“رفيق دربي ..الذي أعشقه ” مسيرة نصف قرن مع المايكروفون – عنوان جديد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب للكاتب فاروق حيدر .
الكتاب يتناول مسيرة الكاتب الطويلة مع المايكروفون ، حيث يصفه أنه رفيق الدرب ، عايشه وأعانه وقدما معا أفضل ما لديهما ، والعلاقة الحميمية التي نشأت مع المايكروفون أصبحت مع الأيام علاقة صداقة وتفاهم ، لا علاقة رعب او خوف .
بدأ المشوار الطويل مع رفيق الدرب عام 1960 – في إذاعة القاهرة ثم في إذاعة دمشق ثم في إذاعة هولندا العالمية ، وعودة إلى إذاعة دمشق .. ذلك المشوار الطويل يراه الكاتب فاروق حيدر حياة كاملة فيها كل الأنغام وكل الألوان ، ويخشي أن ينسى أحدا ، متمنيا وراغبا أن يكتب عن كل ما له علاقة ، من قريب أو بعيد ،بالمايكروفون خلال الفترة الزمنية التي عمل فيه بهذا المجال .
الكتاب يتضمن كما كبيرا من الحوادث والذكريات التي كلما ذكرها من عاصروا الكاتب في تلك المرحلة أعادوا بذاكرتهم لاستحضارها وكأنها للتو قد حصلت ، كحادثة المذيعة التي كان عليها أن تقرأ نشرة أخبار الثانية والربع ظهرا وهي أهم النشرات الإخبارية ، لكن الساعة بلغت الثانية دون أن تأتي فهيأ الكاتب نفسه لقراءة النشرة بدلا عنها ، إلا أنها ظهرت في الثانية وعشر دقائق فوجدته قلقا غاضبا .. فقالت له بكير … ماصارت الثانية والربع .. قال لها ألا تجدين من الأفضل قراءة النشرة وتحضيرها .. أجابت ببرود أنا لا أحضر ….
يقول الكاتب كنت ولا أزال غير محب لفكرة كتابة مذكرات على شكل سيرة ذاتية .
مقتنعا أن الكاتب قد يدفع إلى ذاكرته ، بآلية غير إرادية ، ما يراه مناسبا كي يذكره .. وفي الوقت نفسه يحاول تجاهل ما يراه غير مناسب من هنات أو عثرات أو أخطاء وقع فيها خلال مشواره الحياتي .
ومهما حاول الكاتب ، كاتب المذكرات ، ان يكون موضوعيا لا بد وأن يتأثر ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، لأنه يكتب عن نفسه ، فيظهر ما يتمنى أن يكون وليس ما هو كائن.