تتعدد مشاهد الازدحام أمام الصرافات وأفران الخبز والكازيات، ويطول الوقت في نظام الدور وفي ازدحام مواصلاتي.
لسنا هنا بصدد الحديث عن معاناة معيشية لتأمين أولويات حياتية، وقد كثر حديث الشكوى والتذمر والتأفف من هذا الواقع إلى حد الاستسلام لبعض الشائعات والانزلاق وراءها دون التثبت من صحتها، ولابد هنا من الوقوف برهة، نتذكر فيها سنوات حرب استهدفت الحجر والشجر والبشر، لحظات نعي من خلالها أن ما نعانيه من اختناقات معيشية هي نتائج طبيعية لهذه الحرب التي أرهقت قدراتنا البشرية ومقدرات الوطن.
وعي يضيق المسافات بين واقعنا المأزوم والواقع الذي نطلبه ونطمح لتحقيقه، وعي لا يبرر أي تقصير أو إهمال أو تكاسل في ظرف استثنائي يفترض أن تكون جهود المعنيين استثنائية وتوازي انتصارات استثنائية.
حديثنا اليوم عن وقت ينفد دون فائدة، عن ساعات تمضي في انتظار ملل قاهر بلا معنى أو جدوى، يستهلك أعمارنا، عن هدر للوقت وهو علة اجتماعية تعوق تقدمنا.
مبادرات شبابية كثيرة حاولت لفت الانتباه إلى أهمية استثمار وقت الانتظار بتوزيع مجلات لتعزيز ثقافة القراءة، ومؤخراً تفعيل خدمة الرسائل التي تصل إلى المواطن ليأخذ مخصصاته من المواد التموينية اختصرت كثيراً من الجهد والوقت.
هذا يؤكد أن الحلول موجودة وكثيرة لاغتنام الوقت، فالزمن لا يرجع إلى الوراء وعقارب الساعة لا نستطيع إيقافها والوقت من ذهب.
عين المجتمع – رويدة سليمان