لو كانوا يحبون كلمات ثلاث “لا أعرف ـ لا أستطيع ـ مستحيل” لما استطاعوا نفض غبار الإرهاب الأعمى عن معاملهم ومصانعهم ومنشآتهم .. ولو لم يكونوا أبطالاً حقيقيين لما تمكنوا من النهوض والتعملق من جديد، واستعادة مواقعهم المتميزة على خارطة الصناعة الحلبية ـ السورية .. ولو لم تكن الشروط الثلاثة ” الإرادة، فالإرادة، ثم الإرادة” تشكل ضرورة مطلقة لنجاحهم لما استطاعوا نيل علامة التفوق كاملة.
رحلة بحث المشاركين الـ 137 الذين يمثلون 77 شركة وفعالية صناعية حلبية ” الألبسة والمفروشات والصناعات الغذائية والأعمال اليدوية” عن الجهة الداعمة والمساندة والمؤازرة لهم لم تدم طويلاً، حيث كانت الدولة السورية السباقة والمبادرة في تقديم يد العون والمساعدة والدعم المادي والمعنوي بلا قيد أو شرط لهؤلاء الأبطال المجتهدين الناجحين الذين تتوافر لديهم وفيهم الإرادة والوطنية.
نعم معرض “منتجين 2020” كان منصة ونافذة وبوابة تسويقية وترويجية داخلية وخارجية بامتياز لمنتجات المعامل والورشات التي تم تأهيلها وإعادتها للإنتاج عبر الدعم المقدم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتكون رافداً مهماً في الاقتصاد الوطني وكسر الحصار والحد من ارتفاع الأسعار، حيث أثبت المشاركون للعالم أجمع إصرار وعزيمة الصناعي السوري الذي لم تزده آلة القتل والحرق والتخريب الإرهابية إلا قوة ومناعة.
معرض “منتجين 2020” انتهى، لكن الحديث عن قصص النجاح الذي استطاع هؤلاء الأبطال حفرها ونقشها على صخرة عاصمة الصناعة السورية مازال مستمراً، لجهة تحويل منشآتهم وورشهم ومحلاتهم المتضررة والمنهوبة والمهجورة خلال فترة الحرب إلى خلية نحل تعج بالحركة والبركة والانطلاق والعمل والإنتاج بعزيمة وإرادة السوريين الصامدين المقاومين الذين واجهوا ومازالوا الحصار والعقوبات الجائرة ضد وطنهم، وانتصروا .. بفضل إرادة الحياة .. وإرادة العمل .. وإرادة التحدي.
الإرادة التي لا تلين.. الإرادة الصلبة كالفولاذ والحديد.
الكنز – عامر ياغي