بينما كان “العرس” حامياً في أميركا حيث انتخابات الرئاسة، كان “طبالو” الإعلام الخليجي يخوضون تنافساً محموماً على الهامش، لتسويق من يلبي رغباتهم وطموحاتهم الضيقة والمريضة، فالإعلام المحسوب على “الإخوان المسلمين” انشغل بالتطبيل ابتهاجاً لجو بايدن وتقدمه لحظة بلحظة، فيما الإعلام الوهابي كان يطبل متحسراً على ضياع الولاية الثانية من دونالد ترامب ويترقب تغريداته الموتورة ثانية بثانية، وقد غاب عن بال الاثنين أن ما جرى في أميركا مجرد تغيير في “الديكور” لا يستلزم كل هذا الابتهاج والتحسر، فلا هذا ولا ذاك سيعير محمياتهم التابعة انتباهه إلا بقدر ما يخدمون المصالح الأميركية والصهيونية وربما يخدمونها أكثر مما هو مطلوب منهم!.
فالرئيس الأميركي القادم – إن أحبهم – لن يرى فيهم سوى بقرة تحلب نفطاً أو دجاجة تبيض صفقات “أسلحة” ذهبية – وإن أبغضهم – يراهم متطرفين وداعمين للإرهاب بما يستوجب تشغيلهم وابتزازهم عند كل مفترق، فعند مصلحة أميركا يتوحد “الحمار” و”الفيل” وتنقلب القيم والمبادئ “الديمقراطية ” التي يروج لها المطبلون إلى غرائز ورغبات وأطماع تحركها مؤسسات الدولة العميقة في أميركا واللوبي الصهيوني المتحكم.
ربما من السابق لأوانه الحكم على الرئيس المنتخب، ولكن المكتوب يُقرأ من عنوانه، فالرجل يتباهى بصهيونيته وحرصه على دعم إسرائيل، تماما كما كان يفعل ترامب، ولن يهتم كثيراً لمصالح العرب، بل ربما يستغل حالة تشظيهم للضغط عليهم أكثر وابتزازهم وتوقيع المزيد من صفقات السلاح معهم إنقاذا لاقتصاد مهزوز بسبب “كوفيد 19″، وقد يسمح لهم بالتناحر والاقتتال بعيداً عن الصراع العربي الصهيوني، بعد أن جعلهم ترامب أقرب إلى نتنياهو أكثر من قربهم لبعضهم البعض.
حبذا لو فكروا للحظة أين تكمن مصلحتهم، وتعلموا من تجربة إيران التي حققت كل انجازاتها النووية والعسكرية والعلمية وحضورها الإقليمي والدولي في ظل صراع مستحكم مع إدارات أميركية مختلفة وحصار لم ينقطع يوماً، ولم تعر أهمية لمن يسكن البيت الأبيض فهو شأن أميركي، لأن القوة الحقيقية تُصنع ولا توهب، فكن قوياً ليحترمك الآخرون، وإلا فإن الخضوع والتبعية والهوان والتطبيل على الهامش من نصيبك..!.
البقعة الساخنة-*عبد الحليم سعود: