شهد شهر تشرين الثاني في سنوات مختلفة ومتباعدة ولادة ورحيل عدد من كبار نجمات الغناء العربي، وهن: أسمهان وليلى مراد وصباح وفيروز وغيرهن. فقد مرت في الخامس والعشرين منه ذكرى ميلاد أسمهان أو آمال الأطرش، التي ولدت في الماء وماتت في الماء، بظروف غامضة لا تزال تطرح المزيد من التساؤلات والتكهنات والافتراضات والاتهامات. والجديد هذا العام يكمن في العثور على أغنيتها المفقودة (يابهجة الأيام) التي استمعنا إليها ولأول مرة منذ أيام وفيها يبرز صوتها وكأنه آلة موسيقية أو تغريد بلبل، وعلى غرار ما نسمعه في أغنيتها الشهيرة (يا طيور) التي قدمها لها الملحن المجدد محمد القصبجي.
ومرت في 21 تشرين الثاني الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل ليلى مراد في تعتيم شبه كلي، رغم أنها من أهم مطربات العصر الذهبي، ولقد لعبت دور البطولة في فيلم (يحيا الحب) إلى جانب محمد عبد الوهاب.
وبمناسبة الذكرى السنوية السادسة لرحيل الشحرورة صباح، التي صادفت في السادس والعشرين من تشرين الثاني 2020، نشير إلى أن وديع الصافي صرح في كل حواراته أنها أفضل من حاورته غنائياً، ولقد فسر البعض أن تصريحاته هذه ناتجة عن خلاف كان حاصلاً بينه وبين فيروز، وهذا غير صحيح لأن صباح ووديع الصافي هما أقوى الأصوات في الغناء الجبلي، وإضفاء الموال عليه، بشهادة كبار نقاد الموسيقا والغناء.
ولقد مرت ذكرى ميلاد المطربة فيروز في 21 تشرين الثاني، وبهذه المناسبة لن نكرر ما أثارته الصحافة منذ سنوات طويلة حول سبب عدم طرحها بصوتها ثلاثة ألحان قدمها لها رياض السنباطي، ما نريد قوله: لماذا تذكرون كل الذين أرادوا التعاون مع فيروز من أمثال: السنباطي والموجي وبليغ حمدي وكمال الطويل وغيرهم، وتتجاهلون فريد الأطرش الذي لحن لها في نهاية الستينات (نشيد يا أخي) ثم انتقل إلى فايزة أحمد، ورغم ذلك أعاد التجربة ولحن لها (حبي الأولاني) عام 1973 وكانت فيروز قد حفظت اللحن، واستعدت لتسجيله في استوديو بعلبك، لكن المشروع تأجل بعد أن صرح عاصي الرحباني بأن اللحن أقوى من الكلام، ثم رحل فريد دون أن يتحقق حلمه بسماع اللحن بصوتها؟.
رؤية- أديب مخزوم