لم ينته الوقت الضائع لهذه المنطقة ..ثمة من يلعب به إقليمياً ودولياً كما لوأنه لاوقت أساسياً هنا …الصفقات باتت أسرع بين صافرتي الأميركي (الجمهورية والديمقراطية) …حتى ضرباتهم الترجيحية لدخول البيت الأبيض هي في شباك المنطقة والعالم ..لتكون أميركا أولاً!!.
بين رحيل التاجر ترامب ومجيء جوبايدن وتبديل هذين اللاعبين لا كؤوس تنتظر سوى كؤوس الدم ولعب مفتوح على مزيد من الإراقة بالقتل والعقوبات والتجويع وسرقة زمن المنطقة.
حتى لحظة التبادل بين ترامب وجوبايدن تبدو مروعة فالزلزال الذي هز أميركا في انتخاباتها ظهرت تصدعاته هنا في المنطقة لتكون هاوية إعلان التطبيع مع إسرائيل ومايلحقه من تطبيعات جانبية للأدوات، خاصة إعادة العلاقات بين الإخوانية والوهابية
في الخليح ..هي مهمة ترامب قبل الرحيل للتسديد لصالح الجمهوريين تمهيداً لتسجيله الشخصي في انتخابات 2024.
صهره- كوشنير -عراب صفقة قرن ترامب يسعى للمصالحة بين قطر والسعودية وردم الصدع الإيديولوجي والقبلي في مجلس التعاون الخليجي.
تقذفنا الذاكرة إلى بداية الحرب العدوانية على سورية هناك حيث تفجرت من الموالفة بين الدوحة والرياض خيم داعش والنصرة وغدا المشهد ذئاباً متطرفة تحاول اجتياحنا بعقلية الكهوف، وبتمويل من صرافات البترودولار الرقمية.. وسيوف تتحرك للذبح بإحداثيات طائرة دون طيار ..حينها كان الخيار أن تكون جيوب الدوحة والرياض واحدة لقتلنا وتشريدنا وتشتيتنا والدفع في ظل حفلة التعاون الإرهابي المشتركة، وفي لحظة تماسكنا انشق عقال ممالك النفط ليعود كوشنير اليوم للرتي والترقيع والمصافحة بين الرياض والدوحة ..فأي الحفلات ترتب تحت (شادر) التطبيع الأخير والبلاط الخليجي مفتوح لإسرائيل سياسياً واقتصادياً …
البلاط الخليجي مفتوح لنتنياهو وما بين (نيوم) محمد بن سلمان الذي استضاف الفضيحة الكبرى بالزيارة الصهيونية ومابين مضافات ناطحة السحاب الخليجية التي تنتظر الإسرائيليين في الطوابق العليا، تجري المصالحة بين حزام الإخوان الناسف وسيف الوهابية الراقص بين أيدي رؤساء أميركا ..يرتجف أردوغان رغم ترحيب السلطان بتقبيل (الخشوم) التي تنز سم الإخوانية والوهابية !!.
فالسلطان العثماني الذي اعتقد أنه ابتلع قطر في بطنه الإخواني تمتد يد المصالحة لتسترجعها من حلقومه خاصة أن مزاج الرئيس الأميركي القادم- جو بايدن- ليس تركياً، فهو أي بايدن يفضل اللعب مع أردوغان وليس معه خاصة في المنطقة وفي سورية ومن تصريحات المبعوث الأميركي الجديد إلى سورية جويل ريبورن قد يودع أردوغان نسخ عملياته كنبع (السلام) ..في الشمال السوري.
فالمرتزقة من الانفصاليين يبدو أنهم باتوا تحت الظل الأميركي تماماً وهذا يعني تقليم أظافر أردوغان ميدانياً وحتى سياسياً ووضعه تحت الإقامة الجبرية للإشارة الأميركية في التفاوض والتسويات حتى مع روسيا.
تتكالب واشنطن للتأثيرعلى أي عملية سياسية في سورية وتكرار التصريحات في عمل لجنة مناقشة الدستور
تحت ضغوط قانون قيصر واستمرار الاحتلال بحجة داعش، هو محاولة للابتزاز السياسي خاصة في العام القادم ومايحمله من استحقاقات سورية مهمة.
فالثعبان الأميركي يتسلل من جحوره الأممية لتسميم التسويات والأجواء السياسية ويضع فراخه في زوايا جنيف وبين قراراتها .. للتدخل المبكر والسافر في الاستحقاقات السورية وإحياء دمى المعارضة الخارجية المنتهية الصلاحية.
تكثر ثرثرة الأميركي فوق لجنة مناقشة الدستور، وتلوح واشنطن بمزيد من العقوبات لتمرير (فوضى خلاقة )جديده تحاول منها فتح سبل التفاوض والتنازلات المغلقة والتي استعصت على ترامب ويعرف بايدن أنها ستستعصي عليه.
فمن قدم التضحيات في سورية ومن أجمع و يجتمع من أبنائها على سيادة الوطن في كل مؤتمراتهم الوطنية أحزاباً وعشائر ومقاومة شعبية، تلتف حول الجيش العربي السوري رغم كل الظروف القاسية لاتعرف التنازل أو التفاوض فوق شبر سوري محتل ..فتبديل اللاعبين الأميركيين لن ينال من خط دفاعنا.
من نبض الحدث -عزة شتيوي