الإرهاب.. صناعة الغرب وبضاعته الفاسدة

الدعم الغربي للإرهاب لم يتوقف يوماً منذ إنتاجه في مطابخ الاستخبارات الأميركية والأوروبية قبل تصديره إلى دول المنطقة، هو بالنسبة للدول الغربية حاجة ضرورية تمليها مصالحها الاستعمارية، فهيأت له الظروف والأرضية المناسبة للتمدد والانتشار، وجندت لخدمته العديد من الأنظمة لتموله، وتحتضنه، وتغذيه بسموم التطرف ونزعة القتل والإجرام، لتبقى تلك الدول بعيدة عن واجهة الاستثمار الفعلي لهذا الإرهاب، تحركه أينما تريد ووقت ما تشاء، وفق ما تقتضيه أطماعها في هذه المرحلة أو تلك، فبات شماعة لهذا الغرب لغزو الدول المستهدفة بأطماعه، تارة يلصق تهم الإرهاب بهذه الدولة أو تلك لابتزازها سياسياً واقتصادياً، وتارة أخرى يشن عليها عدواناً عسكرياً واقتصادياً بذريعة مكافحته ومحاربته، ويجيش إعلامه المضلل، والمنظمات الدولية الخاضعة له لتزييف الحقائق وقلب صورة الأحداث، لتبرير عدوانه وشرعنة جرائمه، عسكرية كانت أم اقتصادية أو سياسية.
كثيرة هي الشواهد الحية على استثمار الغرب للإرهاب ومفرزاته، وشعوب المنطقة بأكملها تكتوي بناره، وبآثار الحروب المدمرة التي قادتها الدول الاستعمارية بذريعة محاربته، ولا تزال الأنظمة والكيانات المسخرة لرعايته حاضرة على مشهد الأحداث، ( النظام التركي، الكيان الصهيوني، مشيخة قطر، النظام السعودي الذي يتفوق عليهم بتغذية هذا الإرهاب بسموم الفكر الوهابي التكفيري)، والهدف من وراء كل ذلك تغيير وجه هذه المنطقة جغرافياً وسياسياً، وإعادة رسم خارطة جديدة لها، يتوافق مع مشروع التقسيم المعد على أسس عرقية ودينية وطائفية، بما يمنح الكيان الصهيوني لاحقا صفة الشرعية لوجوده الاحتلالي، حتى أننا نلاحظ تداعيات الاستثمار الغربي للإرهاب في المنطقة من خلال التحولات الجارية الآن لجهة خطوات التطبيع المتسارعة، والتي هي في النتيجة من ضمن مفرزات “صفقة القرن” التي اعتمد واضعوها على الإرهاب والعدوان ضد دول محور المقاومة -وسورية في المقدمة- لإنتاجها وتظهيرها بهذا الشكل لتكون نقطة البداية لمرحلة “سايكس بيكو” جديدة.
الحرب الإرهابية على سورية، لا شك أنها تختزل صورة الدعم الغربي للإرهاب وتنظيماته المتعددة الأشكال والتسميات والجنسيات، وكلها تخضع لرأس مدبر واحد، فـ “داعش والنصرة” وما ينضوي تحت رايتهما التكفيرية من مجموعات إرهابية، هي نتاج غربي جديد من السموم الإيديولوجية والسياسية، كسلاح قذر يستخدمه الغرب في هذه المرحلة عبر البوابة السورية لغزو شعوب المنطقة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً، وقبل “داعش والنصرة” كان تنظيم القاعدة، وفي مراحل سابقة كان تنظيم “الإخوان المسلمين”، واليوم تحتضن الدول الأوروبية الكثير من متزعمي التنظيمات الإرهابية بعد تقهقرها ودحر معظمها عن الأراضي السورية، لإعادة تدويرهم واستنساخ كيانات إرهابية جديدة في مراحل لاحقة، للاعتداء على بلد آخر يحين دوره على قائمة الاستهداف الأميركي والغربي، وألمانيا على سبيل المثال لا الحصر، استقبلت قبل يومين بحفاوة كبيرة الإرهابي خالد الصالح متزعم تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي وعائلته، مع عدد آخر من الإرهابيين، فما هي دلالات هذا الاحتضان والتكريم الغربي للإرهابيين؟، الجواب واضح.. ثمة أدوار أخرى مرسومة لهم قبل انتهاء صلاحيتهم.
الإرهاب منتج غربي بامتياز، وبضاعة فاسدة يصدرها الغرب لتدمير دول المنطقة، وتفكيك مجتمعاتها، وتخريب عقول أبنائها، ومهما تناوب قادة ومسؤولو الدول الغربية على إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام وتعاليمه السمحة كما هو دارج خلال هذه المرحلة، فلن يستطيعوا تبرئة أنفسهم، وإبعاد الشبهة عن سياساتهم المنتجة لهذا الإرهاب، وربما يأتي وقت يدركون فيه خطورة سياساتهم تلك، لا سيما وأن مجتمعاتهم المتطرفة هي بيئة خصبة لتلقف الفكر الوهابي التكفيري الذي ينشرون سمومه لتغذية منتجهم الإرهابي.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟