في دورينا الكروي الكثير من الأمور الجدلية التي تساهم بشكل أو بآخر في انخفاض مستواه الفني، ناهيك عن الضعف الواضح المعالم الذي تعاني منه العملية التدريبية، وعدم الاهتمام كثيراً بالناحية البدنية ولياقة اللاعبين، ثمة وهن كبير في الجانب الإداري المتعلق بعمل الأندية وطريقة إدارة الدفة بشكل أقرب ما يكون إلى الهواية منه إلى الاحتراف، على الرغم من أن الاحتراف غزا كرتنا منذ عقدين من الزمن، لكن كل شيء تقريباً مازال يدار بالآليات والأدوات ذاتها التي كانت مستخدمة أيام الهواية؟!.
وللحقيقة فما عرفناه ولمسناه من الاحتراف يتلخص في بعض الجوانب المالية التي تصب في إبرام عقود مع اللاعبين والمدربين، أو التعاقد مع لاعبين أو مدربين من خارج الحدود؟! أما بقية أطراف المعادلة الكروية فما زالت في عالم الهواية بكل أجزائه وتفاصيله، فالإدارات غير متفرغة، والملاعب التدريبية والرسمية بعيدة المنال عن الأندية، وحتى اتحاد الكرة ولجانه الرئيسية من حكام ومسابقات لم يتغير عليها أي شيء، إذ مازالت تعمل وفق المنحى المعهود من حيث التراتبية والاستقلالية في القرار.
وعلى هذا المنهج تحاول إدارات الأندية الهروب إلى الأمام، عندما تسوء نتائج فرقها في الدوري المحلي، فتعمد إلى التشبه بالعقلية الاحترافية، وتسارع إلى تحميل المدربين مسؤولية التراجع وانخفاض المردود، ولا تتردد في إقالتهم أو دفعهم لتقديم استقالاتهم، متغاضية عن التقصير الكبير في توفير متطلبات النجاح، والمشكلات الإدارية والخلافات بين الأعضاء، والابتعاد عن اللاعبين وعدم الوقوف معهم في ظروفهم الطارئة والدائمة؟!.
أندية عديدة استبدلت مدربيها، لكن أياً منها لم تتحسن نتائجها؟! فالخلل لم يعالج بشكل جذري؟! وربما تغيرت بعض الأمور الشكلية لكن الجوهر بقي على حاله، وسيرورة الدوري تثبت أن الركيزة الإدارية لا تقل شأناً عن الفنية، بل ربما تفوقها أهمية.
ما بين السطور- مازن أبوشملة