الثورة أون لاين – ريمة راعي:
المرايا هي أول ما أبحث عنه لدى دخولي إلى أي مكان، وفي حال عدم عثوري على مرآة، أعتبر ذلك نذيراً بأن أصحاب هذا المكان قد توقفوا عن حراسة أنفسهم، فعلاوة على كون ذلك مؤشراً على غياب الفضول، وما يجلبه ذلك من سوء طالع، فالمرايا ليست مخصصة فقط كي تعكس أجسادنا، بل مهمتها الأولى هي أن تعكس روح من يقف أمامها، وجميعنا شاهدنا ذلك في الأفلام، حين يُكشف أمرُ شخص ما على أنه ملاك أو شيطان، بمجرد مروره قرب مرآة وعدم ظهور انعكاسه فيها، لأنه لا يملك روحاً.
بسبب فتنة المرايا هذه، أحطت نفسي بها، ساعية لأن تكون هذه الأداة السحرية، رفيقة مخلصة لا تقول لي إلا الحقيقة، فهي تريني خدوش روحي التي أخفيها بحرص عمن حولي، وتريني الضوء الذي تخلّفه فيّ أحلام الحبّ واحتمالات الفرح.
لولا مرآتي لما عرفت نفسي، ولكان فقط بإمكان آخرين أن يخبروني من أكون، وحتماً كنت سأحصل على الكثير من المعلومات الخاطئة.
بالمناسبة، الحبيب هو أيضاً مرآة تعكس خفايا الروح، لكنها مرآة فريدة من نوعها، لأنها تملك القدرة على شفاء الخدوش، وتستبدل آثارها بعافية الضوء.
5-1-2021
رقم العدد 1027