هكذا بدا الصلح بين قطر والسعودية.. مصافحة فوق رماد الجمر المشتعل بين الإخوان والوهابية… وقبلة يهوذا المؤجلة.. متبادلة على خدود الدجل وليس الحقيقة.. وبعجلة قانون الطوارئ الأميركي ذاته الذي رفع حالة التأهب لرحيل ترامب ومجيء بايدن الذي لم تخلُ سجادته إلى البيت الأبيض من بقع الدم، خاصة بعد اقتحام المتظاهرين للكونغرس وإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن على (السلميين) دون أن يزج أنفه مجلس الأمن أو حتى يستنفر التحالف الدولي القابع محتلاً بشمال بسورية لحماية (الديمقراطية)..
مصالحة بين الدوحة والرياض وتجاوز لكل ما فعله الحداد السياسي والقبلي بينهما، والقفز مسافات شاسعة وكبيرة بين الإخوان والوهابية لم تتفق يوماً في صراعاتها على الزعامة سوى على قتل السوريين.. فما هو الخبر العاجل أو بالأحرى الخطب العاجل؟
المصالحة بين قطر والسعودية صنعتها الأحداث الأميركية وسقوط ترامب المدوي والذي وجد في خلاف الإخوان مع الوهابية في مجلس التعاون الخليجي استثماراً من نوع آخر يختلف عن الاستثمار الأساسي في النفخ على النار بين إيران والخليج والتلويح لحماية العروش الخليجية حتى لو كان الثمن التطبيع وبيع كل شيء في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية..
بايدن هو ذاته ترامب بلباسه الديمقراطي، لكنه أقل حباً من سلفه للمعارك الجانبية بين حلفائه خاصة في مجلس التعاون الخليحي.. وهو أيضاً يحب أن يرى ذراع أردوغان الإخوانية في المنطقة أقصر من أن تمتد إلى الخليج وتحيط بالدوحة لذلك لا تبدو المصالحة بين قطر والسعودية شأناً خليجياً.. بل هي على أجندت التحولات التي يفرضها سقوط ترامب ووصول بايدن إلى البيت الأبيض حتى لو ببزة سياسية داخلية وخارجية مزقتها أسنان سلفه المغتاظة..
البقعة الساخنة -عزة شتيوي