في المشاهدات العامة ثمة مفارقات عجيبة غريبة في سلوكيات البعض تعكس إلى حد كبير مساحة الكآبة في الصورة اليومية للمظهر العام سواء في الشوارع أوالحارات، بين المنازل والأقبية، وبيئة العمل. فعادة الفوضى وقلة النظر تجاه مكونات الشأن العام أمر مثير للجدل، فكيف يروق للبعض إن لم نقل الغالبية أن يكون الإنسان بكل صفاته، أنيقاً ونظيفاً داخل بيته، فيما هو مهمل وغير مبال حين يعبث بما يحيط به ويرتاده سواء بمكتبه أو المكان الذي يعمل به بشكل سلبي من هدر للمياه والكهرباء وقد يصل عند البعض حد الإساءة المنكرة للأثاث والمفروشات والأجهزة التقنية وغيرها، أوحين يلجأ العديد من الاشخاص إلى كسر وتخزيق مقاعد حافلات النقل الداخلي والسرافيس والباصات من عامة وخاصة والكتابة عليها بعبارات السوء.. وكذلك العبث بهندسة الحدائق وبهو المشافي ومدرجات الجامعة.
وكم هو مزر أيضاً مشهد أكياس القمامة المنتشرة في كل زاوية على الطرقات والأرصفة العامة، مبعثرة هنا وهناك، وغالباً مايعبث بها الصغار والكبار، مايزيد الطين بلة من خلال ظهور بعض الآفات والأمراض وتحول هذه الأماكن إلى بؤر محفزة لتكاثر الجراثيم وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض، خاصة في هذه الظروف الصحية الطارئة.
فغالباً مانجد ترجمة هذه السلوكيات الغير صحية بحياتنا اليومية حين يمرض شخص قريب لنا أو فساد موسم زراعي كامل نتيجة تكاثر أنواع حشرات عجيبة غريبة كان مرتعها تخريب بعض المواسم، ماسرق التعب وحرم أصحابها الاستفادة والانشغال بأمور أخرى.
لعل مانحتاجه جميعاً هو إيقاظ حس المسؤولية الدائم في داخلنا كمنبه الساعة، وأن نمتلك ذاك الشعور الراقي بأن نكون عوناً وسنداً كأفراد وجماعات لترميم وبناء ماتهدم من منظومة القيم والضوابط المجتمعية بصياغة قانون تربوي يبدأ من المنزل، يحث على ضرورة الحفاظ على جماليات البيئة التي نعيش بها واحترام المرافق والممتلكات العامة، وكل ماله صلة بخدمة الانسان والمجتمع، إنه جزء من البنية النفسية الصحيحة.
عين المجتمع- غصون سليمان