غياب تقييم الأداء..

لن أتناول اليوم قضايا ومشكلات تشكل هماً يومياً للمواطن، لذلك لن أتحدث عن انقطاعات الكهرباء الجائرة في التقنين الطويل وخارج التقنين، ولا عن عدم توزيع مازوت التدفئة لنسبة كبيرة من المواطنين حتى الان، ولا عن تخفيض الكمية إلى خمسين ليتراً فقط للأسرة التي لم تستلم أي ليتر حتى الآن، ولا عن التأخير الكبير في رسائل الغاز المنزلي، ولا عن الخلل الكبير الذي رافق توزيع الزيت النباتي على البطاقة الإلكترونية، ولا عن استمرار السرقة الموصوفة في وزن وسعر ربطة الخبز التمويني، ولا عن ابتعاد وزارة التجارة الداخلية عن حماية المستهلك كما يؤكد كل أو معظم المستهلكين ..الخ.
إنما سأتحدث مجدداً- ونحن مازلنا في بداية عام جديد- بما سبق وطرحته في زوايا سابقة عن أمور تشكل بعض الأسباب التي أوصلتنا لهذه المعاناة.. وأقول أن تغير رقم العام لايعني أن تغييراً قد تشهده أوضاعنا وواقعنا نحو الأفضل إلا إذا قام كل منا بإجراء التغيير اللازم في تفكيره وأدائه وعمله.. الخ فالعام ليس سوى رقم جامد لايعمل إنما من يعمل هو نحن كأصحاب قرار في مناصب ومواقع مختلفة وكوادر وعاملين في مختلف الجهات وكمواطنين في كل مكان.
وضمن إطار ماتقدم وغيره أقول أيضاً إن كل واحد من الذين أشرت إليهم قام بعمله خلال العام الماضي وكل واحد يدرك أكثر من غيره نقاط الضعف ونقاط القوة التي رافقت هذا العمل في ضوء النتائج التي توصل إليها لكن المشكلة أننا نبتعد عن التقييم الموضوعي لأنفسنا وعن التقييم المؤسساتي لكل منا لذلك نرى ونجزم أنه من الطبيعي والمهم والضروري والمفيد جداً أن يقيّم كل واحد فينا نفسه في نهاية عام وبداية آخر لجهة تفكيره وعمله وأدائه في بيته ومكان عمله وعلاقاته، وأن يعرف أين نجح وأين فشل.. أين أخطأ وأين أصاب، ومن ثم أن يستفيد من الدروس التي مرّ بها وبحيث يحقّق الأفضل في العام الجديد بدل أن ينتظر نتيجة الدعاء وعمل غيره.
ونفس الأمر يجب أن يقدم عليه القائمون على أحزابنا ومنظماتنا ونقاباتنا واتحاداتنا وجمعياتنا وجهاتنا العامة، وبحيث يجرون تقييماً موضوعياً لأدائهم وأداء رؤساء المفاصل الأساسية لديهم، ونتائج عملهم وتنفيذ خططهم وبرامجهم على أن يكون هذا التقييم مبنياً على أسس ومعايير دقيقة بعيدة عن الشخصنة والمحسوبيات والمصالح الضيقة(السائدة منذ زمن وحتى الآن) يتم من خلاله وضع النقاط على الحروف بكل شفافية ومصداقية ووطنية، وعلى ضوء نتائج التقييم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق مبدأ الثواب والعقاب ومعالجة نقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة وبما يؤدي لتحقيق نتائج أفضل في العام الجديد تنعكس خيراً على الوطن والمواطن.
وضمن نفس الإطار لابد أن يقوم مجلس الشعب بتقييم الأداء الحكومي تجاه المواطن ومعيشته وخدماته الصحية والتربوية والتعليمية والكهربائية، وأيضاً تجاه الفلاح والحرفي والصناعي وإنتاجهم وتجاه الاقتصاد الوطني ووضع الليرة وسعر الصرفوتجاه جرحانا وذوي شهدائنا ..الخ ومن ثم أن يتخذ في ضوء نتائج هذا التقييم القرارات المناسبة تجاه الحكومة كلاً أو جزءاً ووفق ماينص عليه الدستور، فهل يتحقق حلمنا ونشهد هذه التقييمات؟ نأمل ذلك.

على الملأ – هيثم يحيى محمد

آخر الأخبار
العمل مستمر لإصلاح الأعطال الكهربائية في مصياف البسطات في منطقة الريجي باللاذقية تعوق حركة المرور تأهيل وتجميل جسر الحرية بدمشق مستمر حلب.. حملة لإزالة آثار النظام البائد من شعارات ورسومات "أكساد" شريك رئيس في معرض سوريا الدولي الثالث "آغرو سيريا" "كهرباء اللاذقية".. تركيب محولة في الحفة وإصلاح الأعطال في المدينة خدمات صحية متكاملة في صافيتا جهود مستمرة لتأمين الكهرباء في جبلة مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق