يحاصر إرهابيو “قسد” الانفصاليون أهلنا في الجزيرة السورية، ويضيّقون الخناق عليهم في مركز المحافظة على وجه التحديد، لما لها من أهمية سيادية بحكم وجود مؤسسات الدولة السياسية والقضائية الأهم فيها، وينذرونهم بإخلاء منازلهم والخروج إلى مناطق أخرى بهدف التغيير الديمغرافي، ويحتلون مؤسسات الدولة، وينبهون محتوياتها وأموالها.
يتماهون مع إرهاب “قيصر” بل إن ممارساتهم الإجرامية نسخة طبق الأصل عنه، لأنهم باختصار أداة المحتل الرخيصة، فإذا كان “قيصر” يمنع الدواء والغذاء عن السوريين فهم يمارسون الدور ذاته في الجزيرة، وإن كان “قيصر” يمنع المحروقات عنهم، فقسد تفعل الأمر ذاته، وإن كان هدف “قيصر” تجويع السوريين فإن “قسد” تهدف إلى أبعد من “الجوع” أي التهجير وإفراغ القرى من أهلها.
يختطفون المعلمين ويغلقون المدارس، يمنعون التعليم باللغة العربية، ويحرقون المناهج التربوية السورية ويستبدلونها بمناهج الانفصال، يأتمرون بأوامر الغزاة الأميركيين وينفذون أجنداتهم، ثم بعد كل ذلك يحاول المحتلون الأميركيون تسويقهم ضمن أي حل سياسي من خلال الضغط على الأطراف الدولية لقبولهم وإدراجهم فيه.
وعندما يعجز المحتل الأميركي عن تحقيق أهدافه في الجزيرة الغنية بالنفط والثروات الزراعية، ويفشل بتحويلها إلى منطقة للفوضى والإرهاب كي يسهل له سرقة ثرواتها وتهيئة أوهام انفصالها عن وطنها الأم، يأتي هؤلاء المرتزقة ليكملوا الدور ويقطعوا مراراً وتكراراً مياه الشرب عن أكثر من مليون مواطن كي يحققوا أهداف المحتلين.
إنهم أداة الغزاة الرخيصة والعميلة لاستخباراته وقواته المحتلة، تأتمر بأوامره وتنفذ أجنداته الاستعمارية، ووفقاً لهذه البديهية كان مرتزقة “قسد” الأداة المدللة لدى الكيان الصهيوني العنصري وواشنطن لإضعاف الدولة السورية انطلاقاً من الجزيرة، ورسم خرائط جديدة للمنطقة من هناك، وبما يخدم مشاريع هذا الكيان الغاصب، وتنفيذ أجنداته التقسيمية والتفتيتية للمنطقة برمتها، والتي تضعف دولها وشعوبها وتخرجها من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.
اليوم يتماهى ما يسمى قانون “قيصر” مع ممارسات “قسد” الإجرامية، لكن ما تناساه إرهابيو هذه الميليشيا أن شعبنا الأبي سيلفظهم وسيطوي بمقاومته الباسلة ممارساتهم القمعية الإرهابية إلى غير رجعة، وعليهم أن يدركوا أن ما يقومون به من حصار خانق لأهلنا بالحسكة وعموم الجزيرة لن يزيد السوريين إلا إصراراً على مواجهتهم ومقاومتهم وتوسيع دائرة انتفاضتهم.
من نبض الحدث- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة