بكلمات موجزة ومعبرة تعكس معاناتهم وقلة حيلتهم وجه عدد من الفلاحين والمربين عبر استطلاع رأي متلفز عرض على إحدى المحطات المحلية أمس رسالتهم لأصحاب القرار وبالأخص القائمين على القطاع الزراعي بأن عدم دعم الأعلاف واقتصار استيرادها على بعض المحتكرين لأسعارها يعني باختصار استمرار التراجع الكارثي بأعداد الثروة الحيوانية في سورية وبالتالي تصاعد صاروخي في أسعار منتجاتها.
هذا التحذير المهم تزامن مع تحذير آخر لايقل خطورة من رئيس جمعية اللحامين بأن الثروة الحيوانية من عجل وخاروف وحتى الدجاج آيلة للانقراض إذا لم تتدخل الجهات التنفيذية لإزاحة حيتان استيراد الأعلاف عن ساحة سوق العلف والعمل على دعمه من الحكومة وإيصاله للمربين بأسعار مقبولة بأسرع وقت.
ولأن الفلاح والمربي هنا كما حال المواطن الذي يواجه حالياً تسونامي ارتفاع الأسعار بأسوأ مراحله هم المؤشر أو المعيار الأهم لقياس مدى التنفيذ العملي لسلسلة التصريحات والوعود الحكومية بدعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والعملية الإنتاجية ككل لتأمين احتياجات المواطن، وهذا القياس يظهر دائماً حالة التذمر والنقد المبني على واقع سيىء وساطع كما الشمس فهذا يعني أن الدعم الذي تخصصه الدولة للقطاع الزراعي لا يذهب بطريقة سليمة لقنواته الصحيحة وأن المطالب بالضرب بيد من حديد لتجار السوق وحيتان احتكار مختلف المواد والمنتجات الأساسية لم تصل حتى لاستخدام اليد الناعمة بحقهم وخير شاهد تعابير الدهشة والاستغراب التي ترسم على وجوه الناس المترافقة مع عشرات الأسئلة عن أسباب هذا الصمت المقيت من المسؤولين عن الوضع الجنوني للأسعار في سوق الصرف الذي تتراقص على وقع ارتفاعاته أسعار المواد والسلع وتتغير بين ساعة وأخرى، والأهم من ذاك العجز الفاضح من الأجهزة الرقابية للتعامل ولو بما يحفظ ماء الوجه أمام المواطن مع حالة الفوضى الحاصلة بالأسواق.
وبناء على ما تقدم قد نجد بعض المبررات لأصحاب القرار عن تقصير هنا أو هناك تجاه جملة الصعوبات والعراقيل التي تواجههم لتنفيذ برامجهم وخططهم وحتى قائمة تصريحاتهم ووعودهم الطويلة ولكن لايمكن أبداً التساهل أو السماح للتلاعب بأمننا الغذائي فقط كي يتمكن قلة من المحتكرين ومن خلفهم اليد الداعمة المسؤولة في مواقع القرار من استغلال وضع البلد لتحقيق ثروات طائلة لذلك ما نحتاجه بالوقت الحالي وبسرعة الضرب بالحديد والنار وكل الوسائل المتاحة وهي بمتناول صاحب القرار لكل من يعتقد نفسه أنه بمعزل عن المحاسبة فوجع ومعاناة الناس التي صبرت وواجهت أقسى الظروف ولا تزال وتحدي المزارعين والمربين لكل الصعوبات واستمرارهم في زراعة أراضيهم وتربية مواشيهم غير قابلة للمساومة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم تجاههم.
الكنز- هناء ديب