هي التركة السياسية الأسوأ للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن حينما وجد على طاولة البيت الأبيض ملف الكيماوي في سورية وبين طياته ماهو شبه محترق وما بات رمادا منذ زمن عهد دونالد ترامب…فكيف يحضر قاطن البيت الابيض الجديد الجلسات السياسية حول سورية بملف كيماوي محروق؟.
كما العدوان على سورية أسرع بايدن وتسرع في ذر رماد أوراق الكيماوي في عيون المرحلة عبر وكلائه الأوروبيين والوكالات الأممية !! لتنهض مندوبة بايدن في الأمم المتحدة تشهر الملف الكيماوي مجدداً مستندة إلى تسيس وتحريف في التقارير وحرف لمنظمة حظر الكيماوي عن مهمتها الفنية الحقيقية..
كأنما واشنطن تتفقد فاعلية أوراقها فبعد العدوان تحاول تبريره بصوابية سياستها وأنها تملك حقيقة كيماوية ما في سورية رغم اعتراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأن سورية دمرت وفككت كل مالديها من الكيماوي لكن البيت الأبيض يفضل تبديل لسان منظمة الحظر وإبلاعها الحقيقة حتى لو اختنقت مصداقيتها وتفكيك هيئات أممية ودولية كاملة على أن تحيد أو تتراجع قيد أنملة -أي واشنطن- عن سياساتها في المنطقة أو مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل في سورية..
لا مانع لدى أميركا من سحق كل الميثاقات وتدمير المنظمات وإسالة دماء الشعوب التي تتمنع عن طاعتها مقابل تمرير اهدافها ثم يخرج من يقول إن بايدن امتنع عن توجيه (ضربة) ثانية لسورية لأن قرب الهدف كان هناك إمرأة وطفلها!!! ولكن ماذا عن ملايين السوريين المحاصرين بقيصر وداعش والذين تحتل أميركا ثرواتهم في شرق الفرات مثلا… وبعد ذلك يشكك أنه ثمة من مات باستخدام الكيماوي ويتناسى أن التحالف الدولي بقيادته أول من استخدم الفسفور الأبيض خاصة في ريف دير الزور وقرية الهجين تشهد على ليالي الاحتراق بديمقراطية واشنطن وخوفها الكاذب على السوريين.
تحاول واشنطن صنع تراجيديا سياسية من إنسانية بايدن الذي يسوق لحرصه على حياة شخص بأنه قصة بطولية أما قتل وتشريد الملايين حول العالم فهو مجرد احصائية..لذلك نقول اخلع عنك يا بايدن ورقة التوت الكيماوية فالكل بات يعرف السياسة الأميركية جيداً وعورة القطب الأوحد الامبريالي.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي