لاشك أنه في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة تراجعت القراءة وتراجع دور الكتاب وبريقه، لكنها في المقابل لن تستطيع أن تنافسه في نشر الثقافة العامة وغزارة المعلومات، وكذلك لم يستطع المفكرون والمثقفون الاستغناء عنه رغم تطوّر تلك الوسائل وما قدمته من معلومات.
في جائحة كورونا توقفت طباعة الكتب بعض الشيء لكن للإنصاف أن وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب حافظت على الكتاب ونشره قدر المستطاع إيماناً منها بأنه السجل الذي يثري عقولنا وأفكارنا نحو آفاق أكثر اتساعاً وشمولية.
اليوم تسعى المؤسسات الثقافية في سورية إلى تنشيط وتفعيل حركة التأليف والنشر وبذل الكثير من الجهود لكي يعود الكتاب إلى ألقه، وتسعى أيضاً لتصحيح موقع القراءة في حياتنا، فهي ليست هواية كما هو معروف وشائع، بل هي ضرورة لابدّ منها، فالقراءة هي أداة المعرفة الأولى التي تبني فكر الإنسان وقيمه وسلوكه.. والطريق الدائم نحو الارتقاء بمهاراتنا ومعارفنا.
نعم.. تختلف الأحداث والقصص وتتزاحم الصور التي تدور حولنا منذ عشر سنين من الحرب الظالمة على سورية وحتى الآن، وتلك الأحداث تحتاج في كل لحظة إلى التوثيق، وهنا يأتي دور الكتاب الذي يدوّن ويوثق كما السينما أو المسرح على سبيل المثال مافعله السوريون في حربهم ضد الإرهاب وحجم الصمود والانتصار الذي حققه رجال الجيش العربي السوري.
فلنعترف أن مسألة القراءة في حياتنا قد تراجعت، وأن الكثير من المدرّسين والأساتذة الجامعين والإعلاميين أنهوا تحصيلهم العلمي ولم يقرؤوا أكثر ما يتجاوز أصابع اليد الواحدة!!
وهنا السؤال لماذا نقضي ساعاتنا الطويلة أمام شاشات التلفزة والموبايل وزمننا المخصص للقراءة ربما لايتجاوز بضع ساعات في العام؟!!
صحيح أننا في أزمة قراءة ونحتاج إلى استراتيجية حقيقية لتفعيل حركة التأليف والنشر، إلا أننا نقول أنه على الرغم من أن شبكة الإنترنت تقدم أي معلومة أو خبر أو فكرة لكننا مؤمنون بأن متعة القراءة هي التي تدوم عندما تتلاشى جميع المتع الأخرى، وأن للكتاب المطبوع بريقه المميز، والاستغناء عنه شيء صعب.. فلنتذكر قول أحد المؤرخين عندما قال: الكتب حملة الحضارة ومن دون الكتب يصبح التاريخ معقود اللسان والأدب أخرس والفكر والتأمل في ركود تام.
رؤية – عمار النعمة