في أصعب الظروف وفي مواجهة شتى الصعاب وتحديات كبيرة أفرزتها سنوات الحرب والارهاب على سورية، أثبت المعلمون بحق أنهم جند أوفياء وعلى قدر عال من المسؤولية والأمانة في حمل وأداء رسالتهم التربوية والتعليمية السامية ومواصلة العملية التعليمية حيث بناء الأجيال من أهم وأدق أعمال البناء والتي بدورها تبني الوطن، وتكون دليلاً وشاهداً حياً على أن سورية ستبقى أقوى من كل الضغوطات ورهانات الأعداء.
فمعلمو ومدرسو سورية وأساتذة جامعاتها ومعاهدها في جميع المحافظات، ورغم كل ما لحق بقطاعات عملهم في التربية والتعليم من تخريب وتدمير وشهداء من قبل جماعات الإرهاب والتكفير ومحاولات تعطيل العملية التعليمية، لم يتوانوا أبداً عن بذل كل جهودهم لاستمرار هذه العملية وإنجاز أعوام دراسية سجلت الاستقرار والتميز بالنتائج والأداء وفق الظروف والإمكانات المتاحة قدر المستطاع.
يوم بعد آخر تتأكد وبقوة أهمية الأدوار الكبيرة والفاعلة لجميع كوادر التربية والتعليم في المجتمع، وهي التي تبني العقول وتضيئ منارات العلم والمعرفة عبر حمل مهمة غاية في السمو والأهمية، والتنافس والسعي الدائم بينها لأداء هذه المهمة وإنجازها بإتقان وتميز واضح يؤكده واقع العمل الميداني الذي لا خلاف عليه في مختلف المدارس والجامعات والمعاهد.
ولتعاظم هذه الأدوار كان اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد بالمعلمين والمدرسين حيث صدرت مراسيم عدة تؤكد الاهتمام بهم وتحسين أوضاعهم المعيشية والمادية ومنها المرسوم رقم 27 لعام 2020 والقاضي بمنح العاملين في وظائف تعليمية في وزارة التربية تعويض طبيعة عمل شهري بنسبة 40 بالمئة من الأجر الشهري النافذ بتاريخ 30-6-2013 والمكلفين بعمل إداري بنسبة 10 بالمئة، ومرسوم زيادة أجور ساعات التدريس أمس في التعليم الأساسي والثانوي ومراكز التدريب المهني وغيرها من المراسيم الأخرى التي جاءت في ظروف واقع معيشي صعب جراء الحصار الاقتصادي وظروف الحرب العدوانية على سورية.
ففي عيدهم غداً كل الاحترام والتبجيل لكل معلم ومدرس وأستاذ جامعي ولكل من كاد أن يكون رسولاً في سمو المسؤولية وحمل أعظم الرسائل، مع ضرورة أن تكون جهود الجهات المعنية مستمرة للاهتمام بهم ورفع مكانتهم قدر الإمكان، وإعادة الهيبة لجميع هذه الكوادر المهمة، فهم يستحقون الأفصل.
حديث الناس – مريم إبراهيم