نزع صواعق الهيمنة الأميركية

ليس تعثراً على مطبات السياسة وطرق الدبلوماسية أو فجاجة في التصريحات فقط ما يوسم أولى خطوات بايدن في الحقول التي أرادتها واشنطن دائمأ شائكة ومفخخة قابلة بأي لحظة للانفجار، وطبعاً الرغبة بالسطوة والاستئثار بالهيمنة هي الدوافع والمحرك لكل الشرور الأميركية على الخريطة الدولية، ليس تعثراً إذاً بل إن بايدن يرسم ملامح فترته الرئاسية بأقلام الأخطاء القاتلة إياها، مقفلاً أبواب العقل واستيعاب التغيرات الدولية الحاصلة التي تدلل بوضوح إلى أن أميركا ليست قطباً آحادياً سيبقى جاثماً على أنفاس العالم، فثمة أقطاب أخرى صعدت بقوة واتزان كابحة للهيمنة الأميركية، فبايدن يلقي أوراق الدبلوماسية على قارعة الهيمنة الأميركية التي تأكلت صورتها وتلاشى جبروتها عالمياً بعد أن لاح في أفق السياسة وحتى الاقتصاد نجما الصين وروسيا كقطبين منافسين، إيقاعهما مختلف وتعاطيهما بأخلاق واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها يعزز مكانتهما عالمياً، ويمكنهما من انتزاع صاعق التفخيخ الأميركي وألغام التعديات الجائرة التي لغمت فيها الإدارات الأميركية المشهد العالمي لعقود زمنية.
حتى اللحظة الراهنة ومن خلال ما نلحظه من توتير للأجواء السياسية والدبلوماسية واعتماد سياسة التحشيد الهجومي في الخطابات والتصريحات الأميركية ندرك أن بايدن ولاعتناقه نهج الكاوبوي الأميركي لا يستطيع أن يعيد العربة الأميركية إلى سكة الصواب القانوني الدولي، ولايريد أن يكبح جماح الشر والرغبة بالاستئثار بالهيمنة اللاأخلاقية المنفلتة من عقال الضوابط الملزمة دولياً، والتي أولى أولوياتها احترام سيادة الدول وضبط إيقاع التعاطي معها وفق الأعراف والمواثيق الدولية التي تلزم بعدم التدخل بشؤون الدول الداخلية.
تصر إدارة بايدن على تفخيخ المشهد العالمي وتنسف بأزرار تصريحات حكامها ومفاصل إدارتها كل طرق التلاقي مع الدول على ضفاف احترام سيادتها وعدم التدخل السافر في شؤونها، وتلقي في سلة مهملات البيت الأبيض كل ادعاءاتها السابقة، وتتنصل من كل الطروحات التي تحدثت عن ضرورة عودة أميركا إلى جادة الصواب السياسي والأخلاقي والقانوني الدولي، فما تعانيه الإدارات الأميركية المتعاقبة من تورم للغطرسة العدوانية يطغى ليس فقط على منطق العقل إدراك المعطيات الدولية التي تغيرت بما لا يرضي غرور العنجهية الأميركي، بل يدفعها للانزلاق أكثر إلى هاوية الفشل الذريع على كل المستويات ويريق آخر ما تبقى من قطرات هيبة “دولة عظمى” يصر حكامها على جعلها مارقة على القوانين ومنتهكة للحقوق.
سيدرك بايدن عاجلاً أم آجلاً أن عهد العنجهية الأميركية ولى وأن ثمة أقطاباً صعدت وثبتت مكانتها بقوة بعيداً عن المهاترات الأميركية، وأن منطق القوة والعربدة والتهديد والوعيد لم يعد مفعوله سارياً في ظل تنامي الرفض العالمي لسياسة البلطجة الأميركية، وأنه على واشنطن أن تعيد حساباتها الخاطئة وتبتعد عن أسلوبها الفج والممجوج بفرد العضلات البهلواني.

حدث وتعليق- لميس عودة

آخر الأخبار
"أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد