من أطرف مايحدث في هذا الشهر الفضيل أن أسراً بأكملها تقيم موائد إفطار وتدعو أقرباءها وأصدقاءها، رغم عدم صيامهم لأسباب عدة منها المرض، لكنها تصر على اللمة الحلوة، وجمع الأحبة للحفاظ على قيم اجتماعية جميلة وهي استمرار التواصل والتوادد.
فرضت ظروف كورونا ومن قبلها الحرب على الناس التباعد بهدف تجنب العدوى، وفرض الغلاء والفقر عدم التواصل بسبب ضيق ذات اليد، فابتعدت الأسر عن بعضها، ولم يعد بمقدور حتى الأخ زيارة أخيه أو أخته، يأتي هذا الشهر ليكون فرصة لوصل ماقطعته الظروف، ولو بامكانيات بسيطة لاحياء اللقاءات العائلية والأسرية ولقاء الأصدقاء، فيتعرف صغار العائلات على أعمامهم وعماتهم وأخوالهم وخالاتهم ، وأولادهم، فتنتقل لهم قيم التواصل والتراحم الأسري.
نحتاج اليوم التمسك بكل مناسبة لتعزيز القيم الايجابية في أسرنا، وليس شهر رمضان فقط، وعلينا اختراع المناسبات التي ترمم ماأفقدتنا إياه الحرب وخاصة التعاون والتعاطف ونشر الخير.
تعتمد احدى معلمات رياض الأطفال مع صغارها ألعاباً تمثيلية لنقل قيم إنسانية تعتمد التعاطف والإحساس بالآخر، فتوزع صغار صفها في مقاعدهم على شكل باص نقل داخلي، أغلبهم يجلس على الكراسي، وبعضهم يصعد وهو يمثل دور المسن أو المسنة، والأم الحامل، والرجل الذي يحمل كثيراً من الأغراض، فيقوم الصغار ممن يجلسون ، للمسن والحامل لإجلاسهم في مقاعدهم.
هذه المعلمة تنقل لصغارها قيماً جميلة باللعب والتمثيل يخرجون فرحين بأدوارهم متمسكين بالقيم التي تعلموها.
لانعرف كم من المعلمات تعتمد هذه الطريقة في نشر القيم المفيدة، ولا عدد الأسر التي تختار شهر رمضان للتمسك بقيمه الإنسانية، لكننا بحاجة لانتشار عدواهم بيننا جميعاً في روضاتنا ومدارسنا وفي بيوتنا، لإحياء قيمنا النبيلة ولمتنا الحلوة.
عين المجتمع -لينا ديوب