حل شهر الصوم وفي جعبته أعمق المعاني والعبر، ومن أجاد قراءتها سمت عزيمته ووسع صبره وامتلك الإرادة القوية، ليس فقط للإقلاع عن عادات وسلوكيات صحية خاطئة، إنما للتمسك والحفاظ على عادات وتقاليد وطقوس مازالت مستمرة بجماليتها، تميز هذا الشهر الفضيل ومازالت حاضرة في مجتمعنا السوري أهمها اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار (لمة العائلة)إضافة إلى عادة السكبة (تبادل الجيران أطباق الفطور) والتي لم تغادر معظم البيوت في الأيام العادية وتنشط في موسم رمضان.
رغم ويلات الحرب وحصار اقتصادي جائر طال لقمة العيش، مازال المجتمع السوري مجتمعاً متكافلاً متضامناً في السراء والضراء لأنه يمتلك منظومة من القيم الإنسانية النبيلة، وما صندوق المونة والمساعدات المادية والعينية التي تقدمها بعض الجمعيات الخيرية لبعض العائلات التي ضاقت بها سبل العيش أو ضاقت عليهم في هذا الشهر إلا دليل على تعاضد وتماسك المجتمع بكل فئاته وأطيافه.
عادات وتقاليد وطقوس رمضانية مازالت تزخرف حياتنا وتضفي عليها نكهة مميزة، تأخذنا من ركضنا خلف ماديات الحياة لتستعيد فيها النفس اشراقها الروحي وتنعم بالطمأنينة والأمل.
عين المجتمع- رويدة سليمان