ربما يستخدم بعض الآباء تعبير ربيع البيت ليعبروا عن مرحلة جميلة عاشوها، كنجاح أحد الأبناء في تحصيل دراسي أو الحصول على فرصة عمل، أو نجاح الأب أو الأم في الحصول على مال إضافي لميزانية الأسرة من عمل مميز أو جهد مضاعف، لكنها تعني أيضاً تلك الفترة من السنة التي ترتفع درجات الحرارة وتشرق الشمس ساطعة، فتفتح لها النوافذ والشرفات ليطرد وهجها رطوبة البرد وأحياناً رائحة عفونته المخزنة في الزوايا الرطبة المعتمة التي لا تصلها الحرارة.
تبدو هذه الفترة من السنة بالنسبة للأسرة كمن يتنفس الصعداء، يتراجع البرد وتتراجع معه الأمراض، وتتراجع العديد من المصاريف التي يقرضها برد الشتاء من مأكل وملبس وأدوية، وكأنها بداية انفراج بدورة حياتها.
هل تسمح لي الأسرة أن أشبه ارتياحها لقدوم الربيع، بارتياحنا لإعلان الانتخابات الرئاسية، فهذا الإعلان بداية مرحلة جديدة لبيتنا الكبير، وانطلاقة جديدة لحياتنا، ربما أولها إعلان بدء مرحلة جديدة من البناء، وإعادة ترتيب ليس الملابس الصيفية والشتوية أو الأغطية والمؤن كما البيت الصغير، وإنما وضع سياسات وبرامج عمل، وآليات متابعة ومحاسبة لترتيب هذا البيت الكبير لصالح أسره وأبنائه جميعاً، الذين عانوا طيلة السنوات الماضية أقسى الشتاءات، وأكثرها مرضاً ورطوبة.
تعاقبت على البيوت الصغيرة أصعب الأيام، إلا أن أكثرها ضيقاً الغلاء الفاحش مع الطريقة غير اللائقة بالحصول على أساسيات حياة تلك البيوت، لكن اليوم الفرصة قائمة لربيع يخفف آلام تلك الصعوبات كلها في بيتنا الكبير.
نفتح نوافذنا ونشرع شرفاتنا للقادم مع الربيع لنعيد له دفئه ونعيش فيه، نتعافى وننهض للبناء، مرحباً بربيع البيت.
عين المجتمع- لينا ديوب