من أرض معرض دمشق الدولي (القديم) الذي لايزال يرسخ في ذاكرتنا تاريخ نجاحاته الطويل، انطلقت مع بدايات الشهر الكريم مبادرة سوق رمضان الخيري التي أطلقتها وزارة الأوقاف لتتابع بها تاريخ نجاحات المعرض من خلال تجسيد العمل الخيري والطوعي المشترك بين مختلف الفعاليات الوطنية.
وربما للمرة الأولى تقام مبادرة بهذا الحجم في سورية فسح فيها المجال لأكثر من 250 شركة وطنية لعرض منتجاتها بسعر التكلفة أو أقل منها من خلال المساحات المتاحة على أرض المعرض بصورة مجانية للتجار والشركات المشاركة كشكل من أشكال التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن وكسر حدة الأسعار بعد الارتفاعات الهائلة التي وصلت إليها بالترافق مع ارتفاع سعر الصرف الذي أدى تدخل الدولة فيه مؤخراً لانخفاضه من دون أن ينعكس ذلك على الأسواق، فكانت هذه المبادرة لتوفير احتياجات المواطنين خلال الشهر الكريم بأسعار مخفضة ونسب تتراوح بين 20 الى 30%، على أن تكون نواة لمعارض قادمة .
المبادرة التي أقامتها وزارة الأوقاف، ساهمت فيها العديد من الجهات الحكومية لتوفير المساحة المريحة التي روعي فيها وجود مسافات مناسبة لتحقيق شروط التباعد الاجتماعي في ظل انتشار وباء كورونا، إضافة الى البنى التحتية والخدمات المختلفة بما فيها وسائل النقل لتمكين المواطنين من التسوق بأسعار منافسة وجودة عالية لاقت إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الذين لمسوا فروقاً جيدة مابين أسعار الأسواق ونظيرتها في السوق الخيري ولاتزال المبادرة تتوسع لتشمل عدداً من المحافظات الأخرى.
مبادرة مبشرة بإمكانية البناء على هذه التشاركية والتجاوب الطوعي في المجالات المختلفة التي تعود بالخير على وطننا وتسهم في بنائه وتقدمه.
حديث الناس- هنادة سمير