لم يحتج السوريون في يوم من الأيام عبر تاريخهم القريب أو البعيد، شهادات حسن سلوك من الآخر فيما يخص انتماءهم الوطني وقرارهم السيادي، والعمل بخطا واثقة من أجل الغد، ولم يطلبوا حسنة سياسية أو مادية لتكون وجبة مرور إلى أحداث ووقائع المستقبل.
واليوم بعد عشر سنوات من العدوان الغربي المتلون والممنهج، تتجذر الحقيقة هذه أكثر فأكثر من خلال الوعي الذي نلمسه على أرض الواقع كل ساعة وكل يوم، ومن المواطنين جميعاً، من العامل إلى المهندس، والأستاذ الجامعي، وكل من في الوطن، هنا ببساطة شديدة: علينا أن نعلي الصوت وليسمع العالم كله: في حب الوطن، والبذل والعطاء، السوريون كلهم أساتذة في ذلك لايهم المستوى الدراسي ولا التحصيل العلمي مهما كان دقيقاً مع التقدير له، جربوا، -وقد فعلتم ذلك- أن تستفتوا أي مواطن سوري بموضوعات السيادة والكرامة والانتماء للوطن والعروبة، والهوية والقرار السيادي المستقل، ستجدوا أن الجميع أساتذة في ذلك.
هل نذكرك بذلك البطل السوري، الفلاح الذي لا يقرأ ولا يكتب، انتظر جثمان ابنه الشهيد، بقوة الوطن، بروح الإيمان بسورية، وبكل سوري خاطب المعني بالأمر: أي واحد من عتبة هذا؟.
اليوم ونحن نقترب من الاستحقاق الدستوري في انتخابات الرئاسة القادمة، وموعدها في شهر أيار، وليس من عبث أن يكون الموعد في أيار، نعرف ماذا يعني 29 أيار، وماذا فعل السوريون -اليوم نزداد يقيناً وقوة وثقة بالغد، قرارنا السيادي حقنا، هويتنا، وطننا، نحن نعطي الآخر شهادات في القيم والعمل والتحضر والرقي وممارسة الديمقراطية الحقة، ويهمنا ويعنينا أن نكون، بل أن يكون العالم أيضاً على بينة مما نحن فيه، لا أن يبقى أسير الضجيج والتضليل الذي يمارسه حلف العدوان.
كلمة الموقع -ديب علي حسن