“البلد الذي لا ينتج ليس بلداً مستقلاً” رسالة هامة لدعم الصناعة المحلية والإنتاج المحلي من زراعة وصناعة، هكذا أراد السيد الرئيس بشار الأسد إيصالها خلال زيارته للمدينة الصناعية بحسياء ولقائه العديد من العاملين والصناعيين في بعض المصانع والشركات التي استمرت رغم كل الظروف الاقتصادية الراهنة بالعمل والإنتاج، وهي رسالة أخرى مفادها أن الحل الوحيد لإنقاذ اقتصادنا وكسر الحصار يكون فقط من خلال العمل والإنتاج.
التوقيت هام جداً ويأتي قبل الاستحقاق الرئاسي لنقول للعالم إننا ورغم ما خلفته الحرب الظالمة على سورية والحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات قادرون أن نبني ونصنع ونزرع، فالسوري على مر الزمان أثبت نجاحه في تجاوز كل الأزمات وإعادة إعمار البلد.
وهي أيضاً رسالة هامة للقطاع الخاص الوطني بأنه شريك حقيقي مع الدولة لمرحلة سورية ما بعد الحرب ليتحمل مسؤولياته القادمة في بناء البلد وعودة عجلة الإنتاج والتنمية.
وهي بالتأكيد رسالة للقطاع الصناعي الحكومي للخروج من الواقع الراهن، والبدء بالعمل الجاد والفعلي لإصلاحه، وعدم الاكتفاء بمجرد تشكيل اللجان على الورق، فالجميع يعلم ما هي المشكلات الأساسية التي يعانيها هذا القطاع، والتي تعود لسنوات ما قبل الحرب، وكل ما تم فعله مجرد وعود بإصلاحات كانت تنتقل من وزارة إلى أخرى.
لا ننكر الظروف التي تركتها الحرب والتي أدت إلى تدمير عدد كبير من المصانع الحيوية، لكن اليوم الفرصة سانحة لإعادة بناء ما تم تدميره، وعودة جودة الصناعة الوطنية ذات السمعة على مستوى العالم، خاصة مع وجود بعض المؤشرات الإيجابية لتحسن الوضع الاقتصادي.
الجميع مسؤول في هذه المرحلة الهامة، وهناك الكثير من العمل الذي يجب أن يترجم على أرض الواقع للعديد من القوانين والمراسيم التي صدرت مؤخراً، كونها تدخل في صلب دعم الإنتاج وتحسين الوضع المعيشي للمواطن… وكل ما ننتظره العمل والتنفيذ أولاً وثانياً وثالثاً.
الكنز- ميساء العلي