الثورة أون لاين- حسين صقر:
لأن شهداءنا هم من رفعوا راية الوطن عالياً، ولأن دماءهم الزكية امتزجت بثرى ترابه الطاهر فأنبتت ياسمين العزة والفخار، وأزهرت ورود الاستقلال، يحتفل السوريون على امتداد ساحات الوطن، و الأشقاء اللبنانيون بعيد الشهداء الذين عانقوا السماء في السادس من أيار عام ١٩١٦ على أيدي المحتل العثماني، لتبقى ذكراهم عيداً لملاحم البطولة والتضحية التي قدمها أولئك الشجعان على مذابح الحرية، ووقفة لنا جميعاً نستذكر بإجلال وإكبار تاريخ رجالات بلادنا بالتضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الشعوب وصون عزتها وكرامتها.
“الثورة” التقت بعض الفعاليات من قرى جبل الشيخ والتي عبرت عن اعتزازها بهذه الذكرى.
وقال الشيخ محمود نصر: لاتزال ذكرى الشهادة مترسخة في وجداننا، وصدى الأهازيج الشعبية الجميلة التي أُطلقت بعد إعدام شهداء الواجب في ساحة المرجة تصدح في سماء الوطن، و تتردد باستمرار كتعبير عن حضور المكان في الذاكرة الشعبية، وحضور ذكرى شهدائنا الأبرار الذين قضوا على يد ذاك المحتل.
وأضاف إن السادس من أيار هو مناسبة وطنية في سورية ولبنان، نستذكر فيها كل عام أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين السوريين في دمشق وبيروت بعد توجيه الاتهامات الظالمة ضدهم.
كما ذكر الأستاذ أسعد محمود شديد: لايقتصر الاحتفاء بالشهادة وتقديرها حق قدرها على يوم في العام، وإنما هو حاضر في حياتنا باستمرار ونحن شعب تميز بهذا النوع السامي من التضحية من أجل عزة الوطن وكرامته، موضحاً أن السادس من أيار مجرد رمز للشهادة وليس حاصراً لها، حيث قدمت ثلة من الشهداء أرواحها فداء للوطن في ثورته ضد المحتل العثماني الذي لطالما أسمينا عهده بعهد الانحطاط، ولكن نقول لشهدائنا الأبرار في ذلك اليوم بأن تطمئن أرواحهم، لأن أحفادهم يرفعون الراية ذاتها، اليوم ضد الإرهاب العثماني الأردوغاني، الذي يمثل أميركا وإسرائيل و المتحالف مع قوى الهيمنة والصهيونية وكل الأنظمة العربية والدولية الراعية للإرهاب بكل أنواعه، و الحاشدة للمرتزقة القتلة من أنحاء العالم كلها ولتيارات التكفير والرجعية وأنظمة العمالة في المنطقة.
وأشارت المربية سمية حمد إلى أن الشهادة كانت ومازالت تقليداً راسخاً في ثقافة الشعب العربي السوري العظيم وأبناء العروبة الشرفاء، وهي مكون أساسي في ثقافة المقاومة، منوهة بأنه لا يمكن قهر شعب هذه هي تقاليده حتى لو اجتمعت قوى العدوان والإرهاب كلها ضده كما يحصل الآن، وقالت : بهذه المناسبة نوجه أسمى آيات الإجلال والتقدير إلى أرواح الشهداء، لأنهم مشاعل النور في طريق الحرية، ونجدد العهد والوعد للسيد الرئيس بشار الأسد على الولاء والوفاء لمسيرته المظفرة والمنتصرة على منظومة العدوان تلك.
بدورها قالت سلمى حمدان التي كابد أهل قريتها الإرهاب العثماني الصهيوني: إن السوريين يحييون هذا اليوم بمزيج من الاستذكار بالماضي المجيد للشهداء الذين رفضوا الانصياع للطاغية العثماني إلى الحاضر المبارك بدماء الشهداء الذين رفضوا تسليم بلادهم للإرهابيين وداعميهم ومشغليهم من الدول الغربية والعربية والكيان الإسرائيلي، لتجدد هذه الذكرى قدسيتها من دماء لازالت تقدم نفسها لصون الكرامة والاستقلال.
وأضافت في محراب الشهادة تقف الكلمات عاجزة عن وصف فضائل الشهداء، فالتضحيات كبيرة تنطلق من أهميتها التي تبدأ من الوطن وتنتهي إليه، ويبقى الشهيد الذي هو فرد من كل عائلة سورية تزف ابنها بالأهازيج والغار، ولا تتوانى عن تقديم المزيد من الشهداء رمزاً للعطاء والوطنية، وهو سر صمود الشعب السوري بوجه أعداء الماضي والحاضر