هو أقدس الأعياد وأنبلها وأكثرها رسوخاً في الوجدان والأفئدة وأبهاها معان وخلوداً وامتداداً لأمجاد ما زال السوريون ينقشون أبجديتها على صفحات نضالاتهم المضيئة ضد كل الغزاة والمحتلين والمتآمرين.
فبريق الشهادة كفعل بطولي لا يخفت، وألقها كمعان عظيمة لا تخبو، ونورها الذي يستهدي به السوريون لصنع إعجازات انتصاراتهم اليوم بدحر الإرهاب والغزاة والمعتدين واستعادة الأراضي المحتلة والسليبة لن يأفل.
فعلى هدي الشهادة واستلهاماً من نبل معانيها وعظمة مدلولاتها يستكمل السوريون اليوم مهام التحرير وينسفون المؤامرات التقسيمية والتفتيتية والاستعمارية، ويثبتون بمداميك التمكن والاقتدار إنجازاتهم المحققة، وينفضون عن وجه سورية البهي غبار الإرهاب، ويصنعون ملاحم بطولة في كل المعارك التي يخوضون غمارها على اتساع خريطة وطنهم حفظاً على وحدة وترابط جغرافيتهم، وتأكيداً على أصالة انتمائهم لهذه الأرض التي يروونها بطهر دمائهم فتزهر انتصارات وبيادر الإنجازات.
في كل إنجاز تحرير، وفي كل نصر على قوى الإرهاب العالمي يستعيد تاريخ السوريين المقاوم الرافض للهيمنة الاستعمارية ألقه وبهاءه وتكتب صفحات جديدة مشرقة ومشرفة تضاف إلى سجل الأمجاد السورية الحافل بالانتصارات في كل ما تم إنجازه سورياً على مر عقد من الزمن من محاربة السوريين للإرهاب ومقارعتهم للاحتلال والغزاة حتى إحراز النصر الشامل عل كامل التراب الوطني، فكل التضحيات مهما عظمت تهون، وكل الصعاب يتم تجاوزها، كرمى لأن تبقى سورية شامخة وصاحبة سيادة ومستقلة في قراراتها الوطنية.
فما أشبه اليوم بالأمس وأحفاد الشهداء الذين أعدموا على يد العثمانية الغاشمة البائدة يجددون عهد الولاء للوطن بصون ترابه المقدس وحفظ ترابط ووحدة جغرافيته ويتصدون لمؤامرات السلخ والاقتطاع والتقسيم ويقدمون أرواحهم ودماءهم الزكية ليبقى الوطن مصاناً سالماً عزيزاً وعصياً على الأعداء ومخططاتهم .
ضربٌ من وهم ما يجهد نظام الإرهاب التركي وأميركا لفرضه واقعاً مشوهاً هجيناً على الجغرافيا السورية، فالسوريون لم يقدموا آلاف الشهداء على مذبح التحرير والخلاص من الإرهاب لتبقى أرضهم محتلة وليرتضوا بالتجزئة والتقسيم، ولم يجودوا بأرواح أبنائهم لكي يبقى غازياً أو محتلاً أو إرهابياً واحداً على ترابهم الوطني.
فوحدة الأرض السورية خط أحمر في شرع السوريين لا يمكن تجاوزه مهما زاد العصف الإرهابي وتعددت المؤامرات، وثوابتهم غير قابلة للمساومات الرخيصة أو التنازلات، الأمر الذي سيبتلع مرارته وسيذعن به أعداء سورية مرغمين .
حدث وتعليق- لميس عودة