تضبط سورية إيقاع المرحلة الحالية باقتدار وتمكن وحكمة كما ضبطت إيقاع المواجهة في معارك الميدان وحلبات السياسة، رغم صخب التشويش وزوابع التشكيك المثارة وبهلوانيات الادعاء الكاذب، ورغم ارتفاع العدة العدائية من محور العدوان، فمن اجتاز مفخخات تعطيل التحرير واستعاد الأرض ويستكمل مهامه بهمة أقوى وإصرار نوعي، ومن نزع صواعق الفوضى الإرهابية، قادر على متابعة السير باتزان ومقدرة نوعية في أكثر الحقول الشائكة سواء كانت سياسية أم عسكرية طالما بوصلة الاستراتيجية السورية واضحة إحداثياتها ووجهتها وأهدافها والثوابت التي قبضت على جمراتها لم تتغير ولم تتبدل وبقيت ذاتها منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية الشرسة التي خاضها السوريون وخرجوا منتصرين بشهادة الأعداء أنفسهم.
ستتلو دمشق بيانات انتصاراتها الجديدة بإتمام إجراء الفعالية الانتخابية للاستحقاق الرئاسي كما تلتها في غمار معارك الميدان وفي أروقة الدبلوماسية وعلى طاولات السياسة وسيسمع بيانات إنجازاتها المشرفة كل من في أذنيه صمم عدائي وسيرى طوفان انخراط السوريين لأداء واجبهم الوطني صوناً لقرارهم السيادي واستقلاليته وتمتيناً وتعزيزاً لدولتهم وحفاظاً على هيكلية مؤسساتهم التشريعية الوطنية.
فاليوم يتوجه السوريون في المغتربات لأداء واجبهم الوطني عبر المشاركة في انتخابات الاستحقاق الرئاسي مؤكدين عمق انتمائهم لسورية الوطن وأن الرهانات على فصل عرى ارتباطهم بها رهان خاسر، ومثبتين أن إرادتهم بصون استقلالية قرارهم السيادي عصية على الكسر والتطويع، فكل بطاقة تصويت في صناديق الاقتراع دعامة قوة لبناء سورية المتجددة وذخيرة نصر في جعب السوريين لنسف المخططات التآمرية والمشاريع الاستعمارية.
فلا صوت أعلى وأقوى من صوت السوريين الوطنيين الشرفاء، ولا ترهات ادعاء وأباطيل تقال فوق كلماتهم الحق، فأصواتهم وحدها بوصلة الهدي لاستكمال الانتصارات المنجزة، ووحدها مخزون قوة وصلابة الدولة السورية في مواجهة ما يحاك من مؤامرات.
فالأمل معقود بالإرادة والعزيمة و بالتصميم الذي يجترح الإنجازات من رحم الصعاب.. ويمهد الطريق منتزعاً صواعق العرقلة والتعطيل ..الأمل معقود بالسواعد القوية التي امتشقت سيف الضياء في عتمة المؤامرات وقطفت المجد وعلقته وساماً على صدورنا.. بالعقول التي تخطط وترسم المستقبل ليكون بهياً يليق بعظمة التضحيات التي قدمت على مذبح الشهادة ليعلن شرف الولادة الأسطورية والنهوض كطائر فينيق ينفض غبار الإرهاب عن كاهل الوطن.
حدث وتعليق – لميس عودة