الثورة أون لاين – سامر البوظة:
مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي المقرر في الـ 26 من الشهر الجاري, يتحضر السوريون بكافة شرائحهم لخوض غمار هذا الواجب الوطني, وسط حالة فريدة من المشاعر الوطنية تعم أرجاء وطننا الحبيب, وإجماع شعبي على إنجاز هذا الاستحقاق الهام في موعده, متسلحين بوعيهم وحسهم الوطني العالي ورغبتهم الجامحة بالمشاركة في هذه الانتخابات وتسجيل انتصار جديد في هذا التحدي الذي سيرسخون من خلاله انتصاراتهم السابقة ويؤكدون تمسكهم بسيادتهم واستقلالية قرارهم, ويسهمون في رسم مستقبل أبنائهم ووطنهم, وهم لطالما أثبتوا أنهم أهل للتحدي وعنوان للصمود والانتصار, وأعطوا دروساً للعالم في محبة الوطن والذود عنه.
الانتخابات الرئاسية هذا العام, وعلى الرغم من أنها الثانية التي تنجح الدولة السورية بتنظيمها منذ بدء الحرب الإرهابية الظالمة التي شنت عليها من قبل قوى الظلم والعدوان الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية, إلا أنها تكتسب أهمية خاصة واستثنائية هذه المرة كونها تأتي تتويجاً للانتصارات التي تحققت في الميدان, وتؤسس لمرحلة جديدة ترسم معالم سورية الحديثة ومستقبل أبنائها, كما أنها تأتي استكمالاً لمعركة الصمود والتحدي مع منظومة العدوان التي زاد سعارها منذ اللحظات الأولى للإعلان عن هذه الانتخابات, فبدأت بالتصويب عليها, ومارست كل أنواع الضغوط من تصعيد واعتداءات وحصار وتحريض وتضليل, إلى التشكيك بصحة هذه الانتخابات وشرعيتها قبل أن تبدأ, كل ذلك بهدف عرقلة هذا الاستحقاق وإفشاله بأي وسيلة, والتشويش على الشعب السوري وترهيبه لمنعه من حقه في المشاركة في هذا الاستحقاق الهام والمفصلي في حياته السياسية.
والمفارقة في الموضوع أن هذه الدول التي تدعي حرصها على الشعب السوري و”يهمها مستقبله”, هي ذاتها التي جلبت إليهم الإرهاب ودعمته ومولته ودربته لقتلهم وتدمير بلدهم, وهي ذاتها التي تحتل أجزاء من أراضيهم وتسرق ثرواتهم وخيراتهم وتحرق محاصيلهم, وفوق كل ذلك تفرض عليهم العقوبات وتحاصرهم في لقمة عيشهم, فهل هناك أكثر من هكذا وقاحة؟! .
ولكن على الرغم من كل الاستهداف والتصعيد الحاصل إلا أن الشعب السوري قبل التحدي وحسم خياره وقال كلمته, وهو يمضي بعزيمة وثبات نحو إنجاز هذا الاستحقاق الذي سيكون نقطة تحول في تاريخ سورية والسوريين الذين سيعبرون من خلال مشاركتهم الواسعة في هذا الاستحقاق الوطني عن محبتهم وولائهم لوطنهم ووفائهم للتضحيات التي قدمت في سبيل صون وحدته وكرامته, وليؤكدوا من خلاله للعالم أن سيادتهم خط أحمر وغير مسموح المساس بها, فالسوريون الذين صنعوا المعجزات قادرون على صنع مستقبلهم بأيديهم وبإرادتهم الحرة, ولا يقبلون التدخلات والإملاءات, وسينتصرون.
إن إصرار السوريين على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده هو انتصار لإرادتهم الحرة ويؤكد في نفس الوقت قوة الدولة السورية ومؤسساتها, كما يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات ويبعث بالعديد من الرسائل الهامة إلى كل العالم بأن هذه الانتخابات هي حق سيادي داخلي لسورية ولشعبها ولا يحق لأحد في العالم التدخل فيها, والشعب السوري هو الوحيد صاحب الكلمة العليا والقرار, وهو الوحيد الذي يحق له أن يحدد مستقبله ويرسم مستقبل وطنه وأبنائه.
لذلك, فالانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها رغم أنوف الحاقدين, وكل محاولات الأعداء للتشويش على هذا الاستحقاق أو تعطيله ستبوء بالفشل, لأن على هذه الأرض شعب صامد, حر, أبي, لا يمكن أن يسمح لأحد بالمس بسيادته وكرامته أو أن يفرض عليه شروطه, والتاريخ يشهد, وكما صمد وقاوم الإرهاب وأفشل كل مؤامراتهم وانتصر, سيتمكن بوعيه وعزيمته من الانتصار في هذا التحدي أيضاً, وسيسطر مجداً جديداً يضاف إلى سجل أمجاده المتراكمة.