ليست هي المرة الأولى وحتماً لن تكون الأخيرة التي توضع المديرية العامة للجمارك تحت مجهر المتابعة والمحاسبة من قبل الجهات المعنية لتخليص هذا القطاع الحيوي والمهم مما هو فيه لتصحيح المسار بالعمل والأداء.
وتعكس وتيرة العمل المتسارعة والقرارات المريحة والمشجعة التي صدرت خلال الفترة الماضية أهمية خطوة التدخل وتوقيتها الصحيح.
وعلى أهمية ما تقدم فهو دون شك يعد خطوة في طريق صعب وشائك يحتاج المضي فيه لقوة وإرادة وقرار جريء يعادل أو يفوق حالة التعاضد والتكاتف التي يعتمدها الفاسدون فيما بينهم لتمرير أعمالهم ومصالحهم لاىسيما أن ما يتم حمايته وحفظه هنا حق خزينة عامة يدرك حتى الشارع السوري أن مليارات ضاعت عليها منذ سنوات.
ملف الجمارك كغيره من الملفات الاقتصادية والمالية والنقدية لم يعد يحتمل الحلول المجتزأة أو وضعه تحت الضوء مؤقتاً لامتصاص الأصوات المطالبة بالمحاسبة وضرب الفاسدين بيد من حديد، ثم لا يلبث أن تهدأ الفورة، بل لابد من المعالجة الجذرية لتلك الملفات ولا نعتقد أن ذلك أمر صعب أو غير قابل للحل خاصة عندما يتم اختيار كوادر كفؤة ونزيهة.
الكنز – هناء ديب