من نافل القول: إن لظهور الإعلام الالكتروني أثره الواسع والكثيف في المجتمع وفي كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهو بلا شك أصبح جزءاً أساسياً في حياتنا لايمكن الاستغناء عنه في مواكبة ما يحصل على أرض الواقع من أخبار ومعلومات وقضايا مختلفة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن راضون عمّا نقدّم ويُقدّم؟ هل تتم متابعة تلك المواقع بالطريقة التي كانت تتابع بها الصحف الورقية المطبوعة؟.
لنعترف بداية أن الإعلام الالكتروني مهم في عصر التكنولوجيا والمعلومات وله إيجابيات عدّة، وهنا نتحدث عن “المواقع الالكترونية” بالتحديد التي ربما احتاجت بعض الوقت للتأقلم معها والخوض بها، لاسيما أن الكثيرين يتجهون إلى الإعلام الورقي بشغف ومنذ سنين بعيدة، ولذلك كله لابد لنا من التأكيد على ضرورة تجويد هذه المواقع والانطلاق بها برؤية جديدة، بحيث تجعل القارئ يتابع الإعلام الذي ينقل آماله وأحلامه وآلامه وصعوباته، فالإعلام الإلكتروني استطاع أن يفرض واقعاً مختلفاً لأنه لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام التقليدية، وإنما وسيلة إعلامية احتوت كل ما سبقها من وسائل الإعلام من خلال انتشار المواقع والمدونات والمجلات الإلكترونية التي تصدر عبر الإنترنت، وبالتالي الدمج بين كل من هذه الأنماط والتداخل بينها أفرزا قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة.
اليوم استطاعت وسائل الإعلام التقليدية (المطبوعة) التكيّف مع هذا المشهد من خلال تعزيز حضورها في هذه المواقع الإلكترونية وصفحاتها وبث الأخبار والمقالات بحرفية عالية لاسيما أن تلك التجربة لم تتوقف مع استمرار عملية الابتكار والتغيير، والتطور الضخم في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ليصبح العالم قرية إلكترونية صغيرة .
مانريده بحق هو العمل على المزيد من الرؤى والاستراتيجيات الجديدة التي تفضي إلى الوصول إلى إعلام الكتروني يليق بصحافتنا العريقة والتي تميزت عبر التاريخ بالمصداقية أولاً وبالكوادر العلمية والمهنية ثانياً.
رؤية- عمار النعمة