حتى اللحظة تصر إدارة الخراب الأمريكي على التعامي عن رؤية لوحة الفسيفساء الوطنية التي شهدتها البلاد في الـ 26 من أيار الماضي، يوم قال السوريون كلمتهم، وانتخبوا من يمثلهم، ومن سيوصلهم إلى بر الأمان والاستقرار، هي تصر على التعامي لأن ما جرى ويجري على الأراضي السورية لا يتناسب مع أجنداتها الاستعمارية، فبدأت الرسائل، والإشارات، وإن كان على شكل تصريحات رئاسية، وربما لمنظمات حكومية أمريكية تصدر تباعاً، بينما الزيارات المكوكية لمسؤولين وجنرالات حرب أميركيين، والاجتماعات التنسيقية، والتشاورية الإرهابية بينهم وبين متزعمي الإرهابيين من “داعش” إلى “النصرة” إلى “قسد” تتواصل على قدم وساق، وتتناسى هذه الإدارة أن ذلك كله لن يمكنها من المساس بقرار السوريين وحقيقة نصرهم الأسطوري.
لذلك لم نستغرب على الإطلاق التقرير الذي أصدره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والذي رفض فيه الاعتراف بنصر سورية، وبفشل المشروع الأمريكي فيها، وأيضاً لم تدهشنا مغازلة واشنطن للإرهابي المدعو أبا محمد الجولاني متزعم جبهة النصرة، ومحاولاتها الواضحة لتلميع صورته، والاعتماد عليه ميدانياً بشكل أكبر مما سبق.
وكذلك لم تفاجئنا اللقاءات التي عقدتها سفيرة نظام الإرهاب الأمريكي لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في تركيا، مع متزعمي تنظيمات إرهابية، وخصوصاً جبهة النصرة والخوذ البيضاء، ووصفهم فيما بعد بـ “الشجعان”!، فهذا إن دل على شيء فهو إنما يدل على أن هذه الإدارة ماضية في حياكة دسائسها على النول الإرهابي ذاته، وبأنها لا تزال حتى اليوم تقامر على أوراق إرهابية ثبت للقاصي قبل الداني عدم نجاعتها، لاسيما في ظل تماسك الشعب السوري، واستبسال حماة الديار في ذودهم عن حياض الوطن، وتقديمهم الغالي والنفيس حتى يبقى حراً سيداً مستقلاً.
ويبقى اللافت هنا ادعاء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأن الولايات المتحدة هي أكبر مانح في العالم للسوريين، حيث قدمت أكثر من 13 مليار دولار منذ بداية الحرب، فعن أي مساعدات تتحدث وهي من يسرق نفط السوريين، وقمحهم، وآثارهم بشكل يومي بل لحظوي؟!، بل كم هو مدى الوقاحة في أن تطالب أمريكا عبر الطاولة الأممية بفتح المعابر الحدودية غير الشرعية تحت زعم إيصال المساعدات للسوريين، ولكن أي سوريين؟!، طبعاً المقصود بهم الإرهابيون وعوائلهم.
سياسة الاستغباء الأمريكي لن تنفع، ووحدها سورية من كانت ولا تزال وستبقى تتحكم بخيوط السياسة كما الميدان.
حدث وتعليق -ريم صالح