فيما بدا وكأنه موسم للحصاد الميداني والسياسي والإنساني، كانت دمشق وحلفاؤها الأوفر حظاً في ذلك، حيث أثمرت غِلالهم انتصارات وإنجازات وبطولات، فيما فاضت سِلال قوى الإرهاب والاستعمار والاحتلال بالهزائم والخيبات والصفعات.
وبما أن كل إناء بما فيه ينضح، هاهي آنية منظومة الحرب والعدوان تنضح بالإرهاب والتصعيد الممنهج على كل الجبهات السياسية والميدانية والإنسانية، حيث تتوازع أطراف الإرهاب استهداف الدولة السورية، كامتداد لمحاولات كسر إرادتها والضغط عليها، في تجاهل أحمق بأن المضي بهذه الطريق لم يعد يجدي نفعاً مع دمشق التي حطمت وتجاوزت كل محاولات إخضاعها وإركاعها.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه صفعة ماكرون تحتل الأضواء السياسية، وجهت دمشق صفعات أشد قوة للولايات المتحدة التي حاولت عبر مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة تزييف الوقائع وخداع العالم وتسييس واستغلال الوضع الإنساني، بالتزامن مع تصريحات استفزازية لوزير خارجيتها الذي حاول هو الآخر نسف قرارات الشرعية الدولية والعبث بحقائق التاريخ والجغرافيا، وبدعم جوي من الطائرات والصواريخ الإسرائيلية التي فشلت في تعكير مزاج السوريين الفرحين بانتصاراتهم الديمقراطية والسياسية والميدانية.
تبدو عناوين المشهد واضحة خلال الأيام القادمة، حيث ارتدادات “الانتصار السوري ” لا تزال تضرب بشدة في عمق منظومة الإرهاب التي دخلت في مرحلة جديدة من الهستيريا والتصعيد، لاسيما الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان تتوازعان أدوار التصعيد على نحو يحاكي تدحرج هزائمهم على الأرض، لذلك فإنه من المتوقع جداً أن تكون المرحلة القادمة متخمة بالاستهداف والتصعيد الصهيوأميركي، بغية رفع وتيرة الضغط على الدولة السورية كنوع من الانتقام ورد الفعل على نجاحات دمشق وانتصاراتها.
الأهم في ذلك كله أن دمشق قد نفضت عنها غبار الحرب والوجع، ورسمت معالم مستقبلها ببطولات ودماء وتضحيات أبنائها، وبدأت أولى خطواتها على طريق العمل والنهوض والعودة أفضل بمئات المرات مما كانت عليه قبل الحرب الإرهابية عليها.
نبض الحدث – فؤاد الوادي