لاشكّ أنّ الكتاب سلعة تحتاج إلى من يقوم على ترويجها وتسويقها لجذب القارئ لها، سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة، أم عبر إقامة المعارض التي تشكّل أدوات جذب كبيرة للكتّاب فهي مواقع للقاء المبدعين ببعضهم، وبقرائهم وبالناشرين الذين يأتون من كلّ مكان لتسويق بضائعهم المعرفية، وأيضاً مواسم لإطلاق الإصدارات الجديدة.
اليوم استعاد الكتاب دورة حياته من جديد بعد أن توقف لفترة بسبب وباء كورونا.. ومعارض الكتب لدينا رغم ما تواجهه من صعوبات كبيرة، لم تختفِ، كذلك الكتاب الورقي، فثمة عشاق للكتب الورقية ورائحة الحبر، كما أن هناك جمهوراً مرتبطاً بمعارض الكتب التقليدية، وينتظرونها للتجول بين ممراتها ومطالعة الكتب قبل اختيار ما يناسبهم، بدليل أن هناك جمهوراً يحرص على حضور معرض مكتبة الأسد وغيره من المعارض.
نعم ثمة مبادرات تطرحها المؤسسات الثقافية في سورية التي تدعم الكتاب وتحرص على طباعتها واستمراره، وبالتالي استمرارية المعارض بشكل خاص، وصناعة النشر عموماً، مرتبطة بطرح مبادرات وحلول مشتركة يتعاون على تنفيذها جميع الأطراف المشاركة في هذه الصناعة، وهي بلاشك تحتاج إلى توفير دعم حكومي حتى تستطيع مواجهة التغيّرات السريعة التي يشهدها هذا القطاع بالإضافة إلى مواجهة وسائل التواصل الاجتماعي التي تحتل مرتبة كبيرة اليوم في حياتنا.
ما نريده ونؤكد عليه هو عودة معارض الكتاب بشكل أكبر سواء في الجامعات والمدارس والمؤسسات الثقافية التي تحرص على الكتاب وتنتجه كوزارة الثقافة مثلاً أم اتحاد الكتاب العرب، فتنظيم معارض الكتب وبأسعار زهيدة يمثل مدخلاً حقيقياً للتنمية الثقافية، وصناعة المعرفة، وزيادة نصيب الفرد من الكفاءة الثقافية، وهذا مانريده ونسعى إليه بحق.
رؤية -عمار النعمة