ثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
نحاول الهروب من تبعاتها، نتلهف كي تمحى الجراح البليغة التي سببتها، نغالب أنفستا دوماً، حتى ننسى معاناتها الكبيرة، إنها الحرب المقيته، التي عاشها السوريون بفعل إرهاب أسود، كنهه القتل والخراب، وهي سببت الأذى للجميع. مجتمعاً وأفراداً، كباراً وصغاراً ،حجراً وبشراً.. لكن أكثر أوجاعها إيﻻماً تلك التي تخالح الأرواح التي حرمت من الأمهات وهم الأطفال، ليعشوا الحرمان والفقد في أبشع صوره… هذا ما ركز عليه فيلم (صدى بارد)، تأليف (جهينه العوام)، إخراج (أريج دوارة) إنتاج المؤسسة العامة للسينما – صندوق المنح الإنتاجية، وقد تم الانتهاء مؤخراً من عمليات تصويره.
دارت مجريات الفيلم وأحداثه في عالم الطفوله، الذي ظلمته بشكل كبير، فالأطفال هم أكثر شريحة مجتمعية دفعت الضريبه الأكبر.
قصة الفيلم حول طفل فقد أمه، فتحاصره الذكريات في كل تفصيل وكل خطوة، ليقارب مع كل مشهد ويﻻت الحرب تلك.
حول الفيلم وعوالمه، أسلوبه وآليات العمل التي اعتمد عليها تحدثت المخرجه أريج دوراة قائلة:
فيلم (صدى بارد) يمكنني القول عنه إنه التجربة الاحترافية الأولى بالنسبة لي،
ويمكنني اعتبار هذه التجربه ككل مغامرة كبيرة، فالفيلم صامت.. والقصة غير واقعية، وإن كانت تحاكي الواقع بشكل كبير، إذ ستكون الصورة وحدها، هي من تتكلم، أما الزمن مزدوج.. الزمن الراهن والزمن الماضي، واللحظات الأعمق في خيالنا، حين نحاول تغيير الواقع…
أكثر ما ركز عليه الفيلم هو الحرمان والفقد الذي يعيشه طفل مثله مثل الآﻻف من الأطفال السوريين بفعل الحرب.. يهرب الطفل إلى الخيال دوماً للحصول على لحظة دافئة تنبض بها الحياة.
أما الأسلوبية فهي معتمدة على القطع المتوازي ما بين الطفل وما بين القناص،
وهذا القطع تحديداً كان له أهميته الخاصه وأبعاده الواسعة في عالم الفيلم، ليقدم المعادل لكثير من وقائع الحرب المخيفة.
بدأ هذا المشروع بالفكرة، التي طرحتها الكاتبة (جهينة العوام ) وأعجبتني لاختلافها وتعبيرها عن واقع الحرب التي عشناها، وذلك من خﻻل حالة الفقد في حياة طفل، الطفل الذي فقد أمه، وبقيت في ذاكرته في كل مكان وزمان وكل لحظة عاشها بعدها.
لا بد لي من أن أتوجه بالشكر لفريق العمل الذي شاركني إنجاز هذه الفكرة ووصلت إلى هدفها..
وأشكرالممثلين الفنانة ريم زينو والطفل سيزار عبد القادر اللافت بإبداعه، والشاب المتميز غدير درويش… أما سينوغرافيا الفيلم بذل فيها المبدع نزار بلال جهداً متميزاً، وقد شاركني كافة التفاصيل بدقة متناهية وعين فنانة، فكانت السينوغرافيا (سينوغرافيا الحرب) بحق رغم الصعوبة، وكان أيضأ للأخوين المبدعين محمد مطر وجمال مطر والمخرج فراس محمد حضور فعال في الرسم لمﻻمح جميلة في عالم الفيلم، فهم جميعهم شاركوا في إنجاز هذ العمل بشكل رائع.