تشهد سورية نشاطاً دؤوباً ومتميزاً ازداد كثافة خلال الفترة الأخيرة ..ثمة من بدأ يقارنه بما كان في استحقاقات ماضية حيث شحذت الحكومات السابقة الهمة قبيل استحقاقات انتخابات مجلس الشعب، زيارات، نشاطات، لقاءات، لكنها ختمتها بزيادة أسعار على بعض المواد.
بكل الأحوال بغض النظر عن الدقة في الأمر أو المقارنة نلاحظ أن هذا ما يحدث الآن.
حراك سريع وندوات ومؤتمرات وغير ذلك مما تستدعيه عجلة القادم، ولكنه ليس بالضرورة القصوى ولا الأولوية التي غالباً ما تتم تنحيتها كلما حان وقتها ..
الإصلاح الإداري مطلوب ومهم ويجب الوصول إليه..ولكن الإصلاح المجتمعي إعادة إعمار الإنسان أيضاً مهم.
لدينا مؤسسات مهمة جداً متطورة جداً في بنيتها الإدارية لكن نتائج أدائها على الأرض لا يلمسها المواطن أبداً ..فالعلة ليست فيها، وإنما بمن يديرها والعقلية التي يعمل من خلالها.
ببساطة: المواطن تعنيه مواصفات معاون هذا الوزير أو ذاك … لكن همه الآن أن يخفف من عناء يومه ..من انتظار وسائل النقل، انتظار على أبواب المؤسسات، انتظار المحروقات.. وما في القائمة..وإن كان ما يتم العمل عليه مهماً جداً للقادم.
ربما كان يجب أن تعمل الجهات المعنية على بناء جسور الثقة مع المواطن وليس البحث في مكان آخر.. يجب أن يبحث ويجب أن يطور ولكن لابد من الانطلاق من واقع حياتي معيشي صعب نحن جزء مما فيه.
الأولويات الحياتية ضرورة لا يمكن أن نصل إلى ما بعدها قبل العمل على إنجاز شيء ما فيها، وأن العمل الذي يردم الهوة ما بين التنظير والإنجاز غايتنا جميعاً.
اقتربوا من الناس، لامسوا قضاياهم، لا تفرغوا الطاقة الفعالة والمتميزة التي حققها الميدان العسكري والسياسي.. ثمة ما يجب أن يتم العمل عليه بشكل مستمر.
كلمة الموقع – ديب علي حسن