تواصل منظومة العدوان والعسكرة الأميركية إرهابها بحق السوريين، فتوعز لأدواتها من أمثال ميليشيا “قسد” الإرهابية الانفصالية” بتعطيش السوريين ومحاولة تهجيرهم من الجزيرة السورية، وتأمر أداتها التركية بالاستمرار بسياسات الاحتلال والتصعيد والإرهاب في الشمال السوري.
وتمضي هذه المنظومة الشريرة بشكل مباشر، وعبر قواتها الغازية للأراضي السورية، بنقل إرهابيي داعش المتطرف من سجونها وقواعدها في الحسكة إلى قاعدتها في التنف لاستثمارهم في مناطق أخرى لاحقاً، وبسرقة النفط والمحاصيل السورية وتهريبها إلى الأراضي التركية والعراقية عبر المعابر التي تسيطر عليها بشكل غير قانوني.
وفوق هذا وذاك، تستنفر هذه المنظومة المؤسسات الدولية وتضغط على الاجتماعات الدولية لفرض حصارها وإجراءاتها القسرية أحادية الجانب وغير الإنسانية على السوريين كي تجوعهم وتحرمهم من الأدوية والمساعدات الإنسانية والطاقة وأبسط مقومات الحياة التي يحتاجها السوريون.
ولعل أكثر ما يثير السخرية أن هذه المنظومة العدوانية المنفصلة عن الواقع تحاول تضليل العالم وقلب الوقائع وتشويه الحقائق، فتزعم أن الحكومة السورية هي التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى مواطنيها متجاهلة أن قوات أميركا وتركيا الغازية هي التي تحتل الأراضي السورية، وهي التي تسيطر على المعابر وتدخل الأسلحة للإرهابيين عبرها، وهي التي تمنع وصول المساعدات للسوريين، وطائراتها القادمة تحت مسمى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب هي التي تقصف الأبرياء وترتكب الفظائع بحقهم، ومرتزقتها هم من يمررون الأسلحة للتنظيمات المتطرفة باسم المساعدات الإنسانية.
ولعل أكثر ما يفضح زيف هذه المنظومة الاستعمارية الشريرة هو نفاقها وادعاء حرصها الإنساني المزعوم على السوريين، في الوقت الذي تشدد فيه من إرهاب “قيصر” والعقوبات الجائرة ضدهم، وكذلك مزاعم حرصها على العملية السياسية والحل متجاهلة أن العملية السياسية هي مسألة وطنية سيادية سورية خالصة، يقررها السوريون أنفسهم دون غيرهم، ومتناسية أنها من أسس داعش والقاعدة والنصرة وأخواتها، ومن هدد أمن سورية، ونسف الاستقرار فيها، واحتل أراضيها، ونشر الفوضى الهدامة في ربوعها، وأنها من هدد الاقتصاد السوري وحاصر السوريين بلقمة عيشهم ونهب ثرواتهم.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة