الغرب والمعابر.. النفاق الإجرامي

بين ” عواقب وخيمة، وآثار إنسانية كارثية، وتداعيات مرعبة و..و..و” تعددت التصريحات قبل جلسة مجلس الأمن الشهر القادم المخصصة للتمديد لقرار إدخال ما يسمى مساعدات إنسانية إلى سورية التي تتم حالياً عبر المعابر غير الشرعية.
في المطلق تلك التصريحات إنما هي كلام حق يراد به باطل، وفي التفاصيل، إنما هي نوع من التحريض والتجييش ضد موقف روسيا والصين الداعم للحكومة السورية، ومحاولة لتشويه الحقيقة، وإضفاء مشهد ضبابي على ما يجري خلف الكواليس وتحت شعار” مساعدات إنسانية إلى السوريين”، ليظهر النفاق الغربي- الأميركي عندما يختصر السوريين، بالإرهابيين الذين يسطرون على مناطق كبيرة من محافظة إدلب، أو ميليشيات انفصالية في منطقة الجزيرة، حيث تعمل الجهتان” الإرهابيين والانفصاليين” على أسر السوريين في تلك المناطق، ويعملون على سرقة خيراتهم وتلك المساعدات التي تدخل باسمهم.
تصاعد حدة التهويل والمبالغة الغربية – الأميركية ، جاء بعد فشل محاولة التأويل الأحادي لنتائج المحادثات التي خرجت عن قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن في السادس عشر من الشهر الجاري في جنيف، والحديث عن صفقة بين الجانبين بشأن سورية، ليضع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حداً لتلك التأويلات عندما أكد أن روسيا مستعدة لمناقشة الوضع الإنساني في سورية إذا ما اعترف الغرب بدوره في تلك الأزمة، ومشدداً على أن المساعدات التي تدخل إدلب إنما تدخل مناطق يسطير عليها إرهابيون، الأمر الذي أشار إليه سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عندما خاطب ممثلي الدول الغربية بالمجلس قائلاً “لدي انطباع بأن هذا الوضع الراهن في إدلب يناسب زملاءنا في مجلس الأمن ولا يزعجهم”، مضيفًا “من الصعب تسمية هذا الموقف بأي شيء آخر بخلاف النفاق الإجرامي.
الخلاف الروسي الأمريكي بشأن المعابر ليس خلافاً على جزئيات أو تفاصيل، وإنما خلاف جذري واستراتيجي إذ تسعى موسكو لإنهاء التفويض ومنع دخول المساعدات إلا عبر دمشق، في الوقت الذي تحشد فيه واشنطن جهودها مع حلفائها الأوروبيين ليس فقط لاستمرار إدخال المساعدات من معبر “باب الهوى” الخاضع لسيطرة “جبهة النصرة” الإرهابية، بل لإعادة العمل بمعابر أخرى خارجة عن سيطرة الحكومة الشرعية في دمشق مثل معبر “باب السلامة”.

حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid79@gmail.com

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب