لم تفاجئنا التصريحات الصادرة عن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة بشأن الجولان العربي السوري المحتل، ولم نتوقع يوماً أن نرى موقفاً أميركياً غير الموقف الذي يتبنى المشروع الصهيوني العدواني الاحتلالي التوسعي برمته، ويدافع عنه في كل المحافل حتى ولو كان هذا الأمر مضراً بالمصالح الأميركية نفسها.
كما لم تفاجئنا الاعتداءات التي نفذها الطيران الأميركي الليلة الماضية على منازل الأهالي في ريف البوكمال المحاذي للحدود العراقية، والتي ارتقى نتيجتها طفل شهيد وأصيب عدد من المواطنين المدنيين فيها، وذلك لأن هذا الطيران ببساطة جاء الى المنطقة ضمن تحالف دولي شكلته واشنطن على الطريقة الهوليودية من خارج الامم المتحدة، لحماية تنظيم داعش الارهابي وكل التنظيمات المشابهة له في الفكر والسلوك تحت يافطة (محاربة الارهاب) خدمة للكيان الصهيوني ومشروعه الإرهابي العنصري.
فتصريحات وزارة الخارجية الأميركية حول الموقف من قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن جولاننا المحتل والاعتداءات الأميركية المستمرة على الأراضي السورية، والتي تمتد ما بين خرق للسيادة السورية بشكل عدواني وسرقة النفط والمحاصيل الزراعية ونهب الآثار السورية التي لا تقدر بثمن، بالإضافة لتغطيتها المباشرة للجرائم التي ترتكبها (قسد وداعش) بحق السوريين، والإجراءات القسرية أحادية الجانب، وكل ما يصدر عن الولايات المتحدة تجاه سورية الدولة والشعب لا يخرج عن السياسة الأميركية الثابتة في الانحياز إلى جانب الجلاد ضد الضحية التي تدافع عن حقوقها المشروعة بموجب القوانين والشرائع الدولية.
وفي هذه الحالة التي لا ينطق فيها السياسي الأميركي إلا باللسان الصهيوني، ولا يرى البيت الابيض إلا بالعين الإسرائيلية لا يمكن أن تقدم الإدارات الأميركية ديمقراطية كانت أم جمهورية شيئاً قد يسهم في إعادة الحقوق إلى أصحابها سواء كان في الجولان السوري أم في فلسطين المحتلة أم في جنوب لبنان، وهذا لن يتحقق إلا بفعل وإرادة أهل الأرض والحقوق وسلوك طريق المقاومة التي أثبتت نجاعتها في مواجهة الاحتلال والمشاريع الأميركية.
حدث وتعليق- راغب العطيه