تدرك “إسرائيل” في قرارة نفسها أنه مهما طال احتلالها للجولان العربي السوري فإنه سيعود لوطنه عاجلاً أم آجلاً، لأن السوريين مصممون على استعادته كاملاً غير منقوص ولن يثنيهم عن هذا التصميم أي ضغوط أو تهديدات خارجية أو اعتداءات أو قرارات أميركية منحازة وزائفة، وهذا ما يفسر قلق حكام الكيان من أي تطور يخص الجولان لجهة مقاومة أبناء الجولان المستمرة لإجراءات الاحتلال القسرية والتعسفية ورفضهم محاولاته فرض سيادته غيرالقانونية وغير المشروعة عليهم، أو لجهة تحرك الجمهورية العربية السورية النشط والدائم في كلّ المنظمات والمحافل الدولية للدفاع عن حقها الأصيل في استرجاع أرضها المغتصبة، وحثّ المجتمع الدولي على اتخاذ قرارات حاسمة تلزم “إسرائيل” بإنهاء احتلالها والانصياع للإرادة الدولية، ولاسيما أن هناك قرارات أممية سابقة تعتبر قرار ضم الجولان من قبل الاحتلال باطلاً ولاغياً وليس له أي أثر قانوني.
لقد ظن حكام الكيان المغتصب أن القرار الأخرق الذي اتخذته الإدارة الأميركية السابقة “إدارة ترامب” بخصوص الاعتراف بالسيادة الإسرائيليةالمزعومة على الجولان ينهي هذه القضية ويعطي المشروعية للاحتلال ويلغي حق السوريين باستعادة أرضهم، لذلك يحاولون تمرير اعتراف جديد من إدارة بايدن لتبديد قلقهم الدائم بخصوص عودة الجولان المؤكدة للسيادة السورية، ولكن حتى لو
حصلوا على هذا الاعتراف المزيف والمشبوه، فلن يفيدهم في شيء، لأنه مرفوض من قبل السوريين والمجتمع الدولي والشرعية الدولية، في حين أن أميركا هي دولة مارقة خارقة للقانون الدولي، وبالتالي لا يحقّ لها إبداء أي رأي بهذه القضية المحسومة قانونياً ودولياً لصالح سورية.
قد تنجح الحكومة الصهيونية الجديدة المدعومة من إدارة بايدن المتصهينة بالحصول على مثل هذا الاعتراف تحت ذرائع ومبررات واهية لتقوية موقع هذه الحكومة الضعيفة في الداخل الإسرائيلي، ولكن هذا لن يغير في الأمر شيئاً،
ولن يوليه السوريون أي اهتمام، لأن حقهم في استعادة أرضهم كفلته كلّ الشرائع الدولية والإنسانية، وهم عازمون كل العزم على تحرير أرضهم من الإرهاب الصهيوني كما حرروها من الإرهاب التكفيري، ولن يسمع الاحتلال وداعموه منهم سوى ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد ذات يوم :”عودة الجولان إلى سورية أمر لا نقاش فيه، فالجولان العربي السوري سيظل عربياً، وسوف يعود بشكل كامل إلى الوطن” وستثبت الأيام أنه القول الفصل الذي لا نقاش فيه.
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود