الفعاليات الاقتصادية والأهلية بطرطوس: إيجاد حلول غير تقليدية لمختلف أنواع الإنتاج… حجر الزاوية في كسر الحصار وتحقيق الاكتفاء الذاتي
الثورة أون لاين – تحقيق- سناء عبد الرحمن:
في ضوء المستجدات الحاصلة والتداعيات الناجمة عن الحرب العدوانية على سورية، وما تعرضت له مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية من أضرار وتعطل وتخريب بفعل الإرهاب الأسود، بات اليوم من الضروري البحث عن حلول غير تقليدية لمختلف أشكال الإنتاج المحلي، وإيجاد معالجات تنهي الكثير من المشكلات الناجمة عن ظروف الحرب العدوانية لإعادة الانطلاق خلال المرحلة القادمة..
* استثمار الطاقة البديلة..
وفي هذا يقول رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس “مازن حماد” (للثورة): هناك عقبات عديدة تقف حالياً في وجه زيادة الإنتاج الزراعي أو الصناعي أو الخدمي أبرزها قلة المواد الأولية وقلة المشتقات النفطية وندرة الطاقة الكهربائية، التي هي عصب الحياة والإنتاج.
ولمعالجة تلك العقبات يجب علينا أولاً الاستثمار في الطاقة البديلة على كافة الأصعدة وخصوصاً من ناحية تحويل المشاريع الصغيرة على مستوى المنشآت الصناعية أو الزراعية التي تحتاج إلى طاقة ومنها ننطلق إلى دعم جميع الورشات الصغيرة والمتوسطة التي هي الأساس في توفير حاجة المواطن واستمراره بالإنتاج وتحقيق العيش الكريم.
وأشار إلى أنه ومن هذا المنطلق نؤكد أن شعار الحملة الانتخابية للسيد الرئيس بشار الأسد الأمل بالعمل أصاب الواقع وحدد الطريق الصحيح للخروج مما نحن فيه من أزمات مركبة خاصة فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي والمعيشي.
* تشريعات مناسبة..
وأضاف حماد إنه لابد من تأمين بيئة تشريعية مناسبة للعمل في كافة القطاعات، وضمن هذا الإطار جاء صدور قانون الاستثمار الجديد الذي لامس جوانب عديدة و جديدة في واقع الاستثمار على صعيد الجغرافية السورية بكافة قطاعات الإنتاح مع إيجاد صيغة لتشجيع ضخ رأس مال عامل جديد في الوطن.
* الإصلاح الإداري..
وأضاف حماد إنه لابد أيضا من الإصلاح الإداري الذي هو المقدمة الصحيحة للإصلاحات الأخرى، ونطالب كذلك بدعم المشاريع المعيشية الصغيرة حتى ولو على مستوى الحديقة المنزلية التي يمكن أن تؤمن مستلزمات الأسرة من الخضار والفواكه، ما يؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في جزء من معيشة الأسرة، كما نقترح تشكيل فرق متخصصة ومميزة بفكر كوادرها وممارساتهم في جهات الدولة المختلفة مهمتها اقتراح آليات مناسبة ومبتكرة للعمل والمتابعة سواء بشكل مباشر أو من خلال ورشات عمل تقام في هذه الجهة أو تلك لمناقشة قضية هنا وأخرى هناك ووضع الحلول الأفضل..
*بوصلة عمل لكافة القطاعات..
وبدوره تحدث “يوسف مويشة” رئيس غرفة سياحة طرطوس قائلاً: إن (الأمل بالعمل ) عنوان كبير أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد، ويجب أن يكون بوصلة لكل القطاعات السياحية والتجارية والزراعية والصناعية للعمل به وفق معالجة جادة تؤدي إلى النهوض بالبلد تماماً كما نهضت دول تعرضت للحصار مثل كوبا – كوريا الشمالية – إيران.. الخ وخرجت منه أقوى معتمدة على مواردها الذاتية و خبراتها الوطنية.
وضمن إطار ما تقدم نرى ضرورة إصدار تشريعات وقرارات وأنظمة تشجع على ذلك، كما نرى ضرورة التواصل مع الفعاليات التي غادرت إلى عدة دول من اجل العودة والمساهمة في بناء بلدنا لأن عودة هؤلاء تساهم في زيادة الإنتاج والدخل القومي، وأكد مويشة أن القطاع السياحي أكثر القطاعات تضرراً بفعل الأزمة.
* إيجاد حلول استثنائية..
وأشار مويشة إلى عدة مقترحات لمعالجة المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع الذي يعمل به مئات الآلاف من العمال على امتداد ساحة الوطن، فمثلاً عدم توفر الطاقة /كهرباء – غاز – مازوت/ يشكّل سبباً رئيسياً لعدم إقلاع هذه المنشآت، كما يجب لذلك لابد من إيجاد حلول استثنائية كأن نعطي كميات إضافية من مادة المازوت لهذا القطاع من أجل تنشيط منشآته صيفا، ونؤجل التوزيع على الأسر حتى بداية الشتاء، وكأن نمنح القروض لأصحاب المنشآت من فائض الأموال الموجودة في البنوك الخاصة و العامة والتأمينات الاجتماعية، مؤكداً أن مقومات الإنتاج متوفرة ولكن بحاجة إلى عقول للنهوض بذلك فما بالك بالقرارات السابقة التي دفعت الكثير من أصحاب الأموال إلى تهريب أموالهم و إيداعها في البنوك الخارجية.
* تحسين المستوى المعيشي..
من هنا ننطلق للبحث في كيفية تحسين معيشة المواطن وإن فكرة المشاريع المتوسطة والصغيرة جيدة حيث إنها تؤدي إلى المساهمة في زيادة الإنتاج، وتوفير المادة من خلال العملية الإنتاجية لتحقيق الاكتفاء بالأمن الغذائي للمواطن وتشغيل اليد العاملة.
من خلال هذا الاستعراض فإن الأمر يحتاج إلى متابعة وقرارات لتفعيل عمل قطاعنا السياحي لأن السياحة عامل مهم فهي سوق للتصريف الزراعي والصناعي.
* القروض الميسرة..
مشيراً إن دعم المنشآت بالقروض الميسرة هام وضروري، ويجب ألا يكون الهاجس الفوائد والضرائب الكبيرة بل يجب أن يكون كيفية العمل لتشغيل اليد العاملة، و زيادة الدخل، وتشجيع كل من يحاول إقامة منشأة، وإن غرفة سياحة طرطوس تعمل و تهيئ لانطلاق مشاريع في المحافظة و طرحها في مؤتمر الاستثمار السياحي القادم في حلب و لوسائل الإعلام دور كبير في تسليط الضوء وإفراد مساحات واسعة للحديث عن ذلك.
مضيفا نأمل الدعوة إلى مؤتمر وطني لاستثمار الطاقات الخارجية مع مراعاة القضايا المتعلقة بالمستثمرين من خدمة علم وأمور قضائية والسماح لهم بالعودة للوطن.
* دعم المشاريع الصغيرة..
كما كان لرئيس اتحاد العمال بطرطوس “أحمد خليل” حديث (للثورة) أكد فيه أن التنظيم النقابي يهتم دعم أسر العمال من كافة الاتجاهات، حيث أقيمت دورات تعليمية لأبناء العمال مجانية في خمسة مراكز للشهادتين الثانوية والإعدادية في منطقة القدموس والشيخ بدر، والمعهد النقابي بطرطوس، وفي مساكن المصفاة، ومساكن المحطة الحرارية في بانياس وكان لها أثر إيجابي كبير بتخفيف الأعباء المادية عن العامل. موضحاً أنه سوف يتم زيادة عدد المراكز ليكون ضعف العدد الحالي، حيث بلغ عدد الطلاب أكثر من ٦٠٠ طالب وطالبة.
* دعم الصناعات اليدوية..
كما أنه من أولويات اهتمام الاتحاد إقامة دورات للمرأة العاملة في مجال دعم الأسرة بمشاريع صغيرة مثل صناعة بعض المواد الغذائية مثل الطحينية والمخللات ورب البندورة وإقامة دورات خياطة وحلاقة شعر وزراعة الفطر وصناعة المنظفات وتدوير التالف لدعم الأسرة، منوها أنه تم تخريج مجموع من الدورات لدعم الأسرة من صناعات يدوية حيث يقيم الاتحاد مهرجانات وأسواق لعرض منتجات المرأة العاملة وبيعها ليعود نفعها لعائلة المنتج من اللواتي يصنعن هذه المنتجات. والاهتمام بالأندية الرياضية العمالية، وإقامة الدورات الصيفية لأبناء العمال، حيث بلغ عدد المنتسبين للدورات الصيفية من سباحة وكرة قدم ويد ودرجات وكاراتيه حوالي ٥٠٠ طفل وطفلة وبأسعار رمزية، وأن اتحاد العمال يقف بجانب العمال والدفاع عن حقوقهم.
وأيضا اهتم الاتحاد العام لنقابات العمال بالقطاع الخاص للوقوف بجانب عمال القطاع الخاص والمطالبة بحقوقهم، مؤكداً أن شعار الأمل بالعمل أولى للعامل كل الاهتمام بالمرحلة المقبلة لأن كل عامل في موقع عمله هو من يبعث الأمل لمستقبل الغد، وهو ركيزة الاقتصاد واستمرار الإنتاج والاعتماد على الذات، كما أن الاتحاد بصدد دعم أي طالب متفوق من أبناء العمال ومتابعته في دراسته الجامعية وتقديم الدعم المادي والمعنوي له.