هي مرحلة جديدة لا تقوم على فراغ إنما تستند على إنجازات كبيرة حققها الشعب العربي السوري معركة تحرير الأرض والحفاظ على السيادة والكرامة ومعركة الاستحقاق الدستوري التي توجها السوريون بما أذهل العالم كله ..
هذا كله يراه العالم ويقر به وننطلق منه نحو البناء الكلي التكاملي .. ولكن ما يجب أن يقال بكل صراحة وشفافية إن المعركة الأصعب والأقسى هي في الأداء الحكومي بدءاً من أصغر المؤسسات إلى الكثير من الوزارات ..
شماعة الحرب والحصار جاهزة لديهم .. وكأن الحصار والحرب هما اللذان يمنعان متابعة العمل وهما اللذان يمنعان اختيار الأكفاء وهما من يطردان المؤهلين والتضييق عليهم ..
الحرب والحصار كأنهما مسؤولان عن الركون إلى الدعة والتنظير من وراء المنابر..
أصعب المعارك التي تنتظر السوريين هي تغيير عقلية الكثيرين ممن يتم اختيارهم لمناصب كثيرة إذ يظن هؤلاء بل يعمل الكثيرون منهم على أن اختيارهم كان مكافأة لهم وعلى الجميع القبول بذلك والعمل وفقه وقد انتقل هذا الشعور حتى إلى الجمهور فترى بعد ساعات من تعيين فلان بمكان ما ترى مباركات مذيلة بعبارات تنم عن أمر ما.. ولا ينسى مدونوها نشر الصور إن وجدت ..
وربما أسوأ ما في الأمر عبارة مبروك ثقة القيادة وكأن كل من في الوزارة أو المؤسسة ليسوا أهلاً للثقة.. وحده هذا جدير بها ..
لكن ما إن تدور الحال ويخرج من مكانه حتى ترى الانقلاب مئة وثمانين درجة ..
معركتنا القادمة هي في تغيير عقلية العمل عند الجميع ..
لابد من ذلك حان لكل مؤسساتنا أن تؤدي دورها على أكمل ما يمكن لها .. هل نقول بصراحة .. إن النصر السياسي والعسكري والوعي الشعبي لم يقابل عند الحكومات المتعاقبة بإنجاز يقترب حتى من عتبة النصر..
هل تنتظر هذه المؤسسات مثلاً أن يقوم رئيس الدولة بمتابعة كل خطواتها ..؟ وينجز عنها وقد رأينا كيف يتابع السيد الرئيس هذه القضايا وبوجه الحكومة على الرغم من كل ما يقوم به ويؤديه ..
مؤسساتنا الرقابية غائبة طوعاً وارتضت أن تبقى تحت مقولة نحن والحكومة في خندق واحد ..
لا ندري من قال إننا نريد صراعا بينهما .. ما نريده أن يشار للخلل بصراحة وأن تتم المحاسبة وبعدها فليكن ما يكون من صيغ تآلف ومحبة ووئام .. يهمنا أداء الدور ..
ننتظر الغد وأن نرى أن الرجل المناسب بالمكان المناسب ولتكن صحيفة أعماله وإنجازاته جواز مروره وليس توصيات هذا أو ذاك..
لم نعد نحتمل التجريب هي أصعب المعارك ويجب أن ننتصر فيها.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن