ليس جديداً أن ينشغل العالم ويشعلون حواسهم جميعها، تحليلاً وتأويلاً، دراسة وتصريحات، لخطابات السيد الرئيس بشار الأسد، بانتظار ما سيقدّمه من نهج جديد لبناء دولة قوية متسلحة بإنسان واع يلتف حول قيادته لإدراكه خطورة المرحلة وحساسيتها، في ظل تكالب الشعوب ويقينهم بأن اعتداءاتهم استطاعت أن تهزم عزيمة الشعب وإرادته، ليفاجأ الجميع بأن جذور هذه الأمة ضاربة في عمق التاريخ، وما اعتادت أن تكون إلا قوية صامدة، تصنع قلاعها الحصينة من صميم آلامها، وتنهض من جديد متسلحة بقيمها وانتمائها العقائدي العصي على الانهيار.
ولأن الإنسان بما يحمله من قدرة جبارة على تجاوز المحن، ولأنه” غاية الحياة ومنطلقها” كما كرّس ذلك القائد المؤسس، احتل المكانة التي يليق بها في خطاب القسم الذي أكد غير مرة أن الإنسان هو بيت القصيد، والفاعل الحقيقي في إعادة البناء، بشرائحه كافة، وعلى اختلاف مواقعه ومكانته، فالجميع معني بترجمة شعار المرحلة القادمة” الأمل بالعمل” على أرض الواقع، فالقادم يحتاج جهوداً مضاعفة للوقوف في وجه كلّ من يحاول أن يقض مضجع الشعب السوري من حروب وحصار اقتصادي وتفتيت عزيمته واختراق سداه ولحمته وفسيفسائه، بوعي ودراية ويقظة عالية لما يحاول أن يجمله من مصطلحات يشوبها السم في الدسم.
واليوم ونحن نرسم خطواتنا الواثقة خلف قيادته الحكيمة، في عهد جديد متمثلين شعاره نهجاً وسلوكاً، متفائلون في القادم من الأيام بأن سورية ستبقى الرقم الصعب، وستعود أكثر قوة بتكاتف أبنائها وعزيمتهم ووفائهم لدماء الشهداء الأبرار ولكلّ من بذل قطرة من دمه في سبيل أن تحيا سورية حرة أبية.
نهج جديد ومشروع وطني بامتياز تنطلق مفرداته من خطاب القسم، ونحن -جميعاً -شركاء في هذا المشروع، لإعادة بناء سورية وقبل ذلك كلّه بناء الإنسان وتكريس قيمه الأخلاقية والمجتمعية وإكبار انتمائه ومواطنته وارتباطه بأرضه، وللمثقف لاشك قصب السبق في الوقوف على أهم محاور الخطاب فكراً وعملاً، لأنه هو وحده من يقود قوافل النور إلى برّ الأمان.
رؤية – فاتن أحمد دعبول