هل هناك أحد في أرجاء المعمورة كلها لا يعي حقاً حتى اللحظة ما حقيقة ما يجري على الأراضي السورية؟!، وهل هناك من لا يدرك إلى الآن أن أميركا تسللت إلى أراضينا بقواعدها غير الشرعية، وقوات احتلالها الغازية، طمعاً بحقول النفط والغاز، ونهباً للمحاصيل، والثروات، والآثار السورية؟!، وهل هناك من لم يتيقن بعد أن نظام الانتهازية التركي، وكيان الأبارتيد الصهيوني، وجهان لعملة إرهابية واحدة، يكملان بعضهما بعضاً (الدور والوظيفة) في استهداف الشعب السوري من ناحية، وفي تجنيد، ودعم، وتسليح، و تدريب إرهابيي الإرتزاق من ناحية ثانية؟!.
بل لعل السؤال الأبرز أولم يكن هناك ومنذ اللحظات الأولى للحرب الإرهابية على سورية، عملاء وخونة باعوا شرفهم، وضميرهم، ووطنهم، وأبناء شعبهم، بحفنة من الدولارات، وتوهموا أن بمقدورهم أن يصلوا بارتهانهم لمشغلهم الأميركي، وبتنفيذهم لإيعازاته الفوضوية، والتقسيمية الهدامة، وبجولاتهم المكوكية، وحجهم المتكرر إلى جنرالات الحرب الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، توهموا أن بمقدورهم أن يسلبوا القرار من السوريين، وأن يفرضوا أنفسهم على طاولة السيادة السورية، وإن كان على متن الأباتاشي الأميركية، أو الميركافا الصهيونية، أو ربما عبر جيوش تكفير الباب العالي؟!.
اليوم لم يعد هناك أي مجال لأي كان ممن يسمون أنفسهم (معارضة)، للمداورة، أو المناورة، أو الاختباء خلف الإصبع، فكل شيء بات على المكشوف، فشتان مابين الوطنية، وما بين الخيانة والعمالة.
الوطني والحر والشريف، هو من وضع الوطن وسيادة الوطن، وحريته، وعزته، وشموخه، واستقلاله نصب عينه، وبذل الغالي والنفيس من أجل التراب السوري حتى لا يدنس، و كان على أتم الاستعداد ليفتدي الوطن بروحه ودمه من أجل أبناء شعبه، ليحيوا حياة آمنة ومستقرة يسودها الأمان والسلام، وبكلامنا هذا إنما نخص بالذكر قائد الوطن الرئيس الأسد، وبواسل حماة الديار، وأيضاً جيشهم الإعلامي الرديف، وكذلك كل مواطن سوري رفض الخنوع والرضوخ لإرهابيي الجحور والأنفاق، أو الاستسلام لـ(قيصر) غير الشرعي، أو السكوت عن الروايات الهوليودية ذات الخلطات الكيماوية الملفقة.
أجل شتان مابين الوطنية، وما بين العمالة والخيانة، كذلك شتان مابين الإرهاب الذي يستحل إراقة الدم، ويشرعن إبادة الأطفال، والنساء، والشيوخ، ويستثمر في الطائفية، والمذهبية، ويتلقى أجنداته، وسيناريوهات تحركاته، من دهاليز الـ(سي آي إيه)، ويستلم ثمن عمالته أولاً بأول لقاء ما يقوم به في الميدان من عمليات إرهابية وإجرامية، شتان ما بين الإرهاب، ومابين الثورة الحقيقية التي تأتي استجابة لمتطلبات الشارع، فتعكس لسان حاله، وترتقي به إلى سلم المجد، والعلا، وتحقق للوطن بأسره المزيد من الازدهار والحيوية، وتنهض بمكانته الدبلوماسية والدولية.
إلى أعداء سورية نقول: انتهت اللعبة التآمرية، وشراككم لن تجديكم نفعاَ، ومهما فعلتم فلن تحصدوا إلا المرارة والخيبة، فالنصر حليفنا، طالما لدينا هذا القائد الأسطوري، وطالما كان جيشنا هو عزنا، ورمز فخارنا، وطالما بقينا يداً واحدة، وعلى المعتدين ستدور الدوائر، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.
حدث وتعليق- ريم صالح