مأزق العملاء في قسد

لا نبالغ أو نهوّل بحق ميليشيا قسد المدعومة من الاحتلال الأميركي إذا قلنا إنها الوجه الآخر لتنظيم داعش الإرهابي، رغم إدعائها محاربته في فترة صعوده، فالانتهاكات التي تقوم بها الميليشيا المأجورة بحق أهلنا في الجزيرة السورية لا تقل قبحاً عن الانتهاكات التي دأب عليها التنظيم في أوج نشاطه، وحصوله على الدعم الأميركي والغربي لتمزيق سورية.
فعمليات الاغتيال والاختطاف والقمع والاستيلاء على الأملاك العامة ونهب الثروات السورية، وتجنيد الشباب بالإكراه في صفوف الميليشيا الانفصالية كلها انتهاكات مقززة أقدم عليها التنظيم، غير أن قسد تفوقت عليه في عمالتها للأميركيين وسعيها المحموم لفصل واقتطاع جزء غالٍ من سورية تحت ما يسمى (الإدارة الذاتية).
ورغم أن الميليشيا المأجورة حظيت بأكثر من فرصة ذهبية للحوار مع الدولة السورية كي تكون جزءاً من النسيج الوطني السوري وجزءاً من الحل السياسي، إلا إنها اختارت أن تكون أداة رخيصة بيد الاحتلال الأميركي وخنجراً مسموماً في خاصرة الوطن، مقدمة للنظام التركي الإرهابي كل الذرائع التي يبحث عنها كي يتدخل في الشأن السوري ويمد نفوذه سعياً وراء تحقيق أحلامه العثمانية المريضة وبذريعة أمنه القومي المزعوم.
مشكلة المأجورين والعملاء وأزمتهم الحقيقية – كما هو حال قسد اليوم – أنها لا تستفيد من دروس الماضي ولا تستخلص عِبر الحاضر ولا تستقرئ المستقبل، فالاحتلال الأميركي – وهذه ليست مجرد أمنيات ورغبات – سيرحل عن هذه المنطقة عاجلاً أم آجلاً، مكرهاً أم باختياره، وذلك في السياق الطبيعي لانعدام شرعيته وفشله في تحقيق أجنداته، وعجزه عن تحمل تبعات مقاومة
شعبية لن تتأخر، وعندها سيجد العملاء أنفسهم أمام ثلاثة أعداء لم يتركوا معهم للصلح موضعاً، أبناء الجزيرة السورية الذين ذاقوا الأمرّين على أيديهم (حيث الغضب والاحتقان الشعبي في ذروته)، والجيش العربي السوري المتأهب والمصمم على تحرير كل شبر محتل من أرض الوطن، وقطع دابر المتلاعبين بوحدة وسيادة واستقلال سورية، والنظام التركي الناقم الذي
ينتظر أي فرصة للانقضاض عليهم..فهل يدرك عملاء قسد ما ينتظرهم في قادم الأيام..؟!

البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا