لم يكن خافياً على أحد أن كلاماً كثيراً أريق بانتظار قرار تكليف من سيشكل الحكومة الجديدة، بعضه وهو القليل فيه الكثير من التحليل المنطقي، والكثير كان كلاماً على كلام، بمعنى آخر ثرثرة زرقاء، لا تقدم ولا تؤخر، لكنها على الأقل تشوش مبدئياً، أما وقد صدر قرار التكليف، ونحن كلنا ثقة بما يتخذه السيد الرئيس بشار الأسد من قرارات لمسنا دائما وقعها الحقيقي، وثمارها حين تهيأ لها من يعمل على الأخذ بها، ويعمل برؤيتها السديدة والمديدة.
نحن اليوم لسنا بحالة الانتظار، ولا رسم الخطا والاستراتجيات، فقد رسمت هذه، ووضعت الأولويات التي تصون كرامة الوطن والمواطن، وتحمي السيادة، هذه مسلمات لا أحد يجادل فيها فقد أنجزها جيشنا وشعبنا وقائدنا وشهد العالم بذلك، نحن اليوم أمام اختناقات تم تشخيصها ومعرفة أسبابها، ولم يعد مجدياً أن نكرر أن الحرب العدوانية سببها، فهذه أيضاً حقائق لايمكن أن نغفل عنها ثانية، وعلينا البحث واجتراح حلول من أرض الواقع، تلبي ربع ما نحتاجه، وليس كله، مع أننا على يقين أن بالإمكان الوصول إلى 90 بالمئة مما نريده، إذا ما أحسنا استثمار المتاح .
نحتاج حكومة تكون بيننا، لا تعد علينا لقيمات الخبز، حكومة تضرب بسيف بتار كل من يتلاعب بقوت الناس، لا تلوذ إلى إجراءات تثير الاستياء، نحتاج إلى حكومة تقول أعمالها: هذه ثماري، ومهما كانت قليلة فلسوف نصفق لها، لا أن يكون التنظير سيد الموقف.
نحتاح حكومة تتابع الإعلام، تقرأ، تحلل، ترد، تناقش، وتقول هذه الحلول، لا تلقي بالأسباب على الإعلام، نريد أن نكون صوتاً للبناء، والبناء يعني النقد بشقيه، لسنا في خندق والحكومة في خندق آخر، لا، نحن معاً، لكن حين يكون الإنجاز والعمل سيد الموقف، وسنكون الصوت الذي يتابع ويرصد ويحلل، ويقول: هذا جيد وهذا ليس كذلك، صوت الناس ونبضهم، وقد فقدنا الكثير من جمهورنا، لأن الحكومات التي تعاقبت لم تكن تريد منا إلا أن نكون صوتاً لها، اليوم العمل، والأمل، والعمل مفتاح الأمل، نثق أن يداً واحدة لا تنجز فلنكن معاً يداً بيد، وكتفاً بكتف، ولنعلن أننا بدأنا، ولتكن الشهور الست الأولى مقياساً للفعل، لا للإطلالات الإعلامية، الوطن أمانتنا.
من نبض الحدث- ديب علي حسن