سرعان ما خرجتْ من خيالات أحلام يقظتها.. حين نظرتْ إلى كميات المؤونة التي فسدت وحان وقت رميها.
تتأمّل الثلاجة التي أفرغتها تقريباً، من كلّ شيء..
الآن عليها التفكير بطبخة قادرة على الصمود في وجه هذا القيظ العنيد لبضع ساعاتٍ وحسب.
تجتهد في محاولة اختراع أي وصفة طعام..
هل بتنا في حالة اضطرار عودةً لوصفات الجدّات..؟
من دون أي عناء، تستسلم..
لم تكن يوماً شغوفة بأعمال الطهي، مع أنها تعتبره فناً يحتاج ذائقةً خاصة وقادرة على ابتكار أصناف وخلطات جديدة على الدوام.
يبدو أنها تحتاج إلى نوعٍ من فانتازيا طهي تُجاري الظرف الراهن.. حيث كل شيء يمكن له أن يذوب بفعل الوقت تماماً كما ساعات سلفادور دالي في لوحته الشهيرة.
تهزأ من الحالة، وتبتسم أن كيف لأكياس المؤونة بألوانها الجديدة المنقلبة من الأخضر إلى الأسود والأحمر والعفني، أن تذكّرها بسريالية دالي.
تداعيات أفكارها أوصلتها إلى خلطة واقع يمتزج فيه الفانتازي مع السريالي وكلها تسميات وتوصيفات جائزة خارج حدود أي واقع لا يمكن للعقل استيعابه.
ومع أنها لن تبتكر وصفات لطهي طعام يتماشى مع الخليط (الواقعي/العجائبي) الذي نحياه، تنجح باختراع وصفتها من اللامبالاة في وجه كل شيء يعكر منطق عيشها..
أليست اللامبالاة فنّاً على رأي مارك مانسون، لعيش حياة تخالف المألوف..؟
أليس فيها صفة من صفات الأمل، كما ذكر مرة محمود درويش..
رؤية – لميس علي